تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نربي بالحب ؟



ساعد وطني
12-31-2012, 05:15 AM
الحب عاطفة إنسانية سامية تربط بين البشر لتجعل الحياة أبهى و أجمل ، وحب الوالدين للأبناء غريزة فطرية فطر الله خلقه عليها ، وجعلهم قرة للعين وبهجة للفؤاد ، والحاجة للحب من الاحتياجات النفسية الضرورية للنمو السليم وعدم إشباعها قد يؤدي إلى آثار خطيرة على الشخصية .

ويعتبر هذا الحب مصدر الأمن والاستواء النفسي للأبناء ، والقاعدة الصلبة لبناء شخصياتهم على الاستقامة والصلاح والحب للجميع والتفاعل الإيجابي مع المجتمع أجمع ، ولا تتحقق هذه الغايات إذا كانت المحبة حبيسة داخل صدور الآباء والأمهات ، بالرغم من أنها موجودة وقوية إلا أن البعض لا يظهرها للأبناء ولا يعبرون عنها قولاً أو فعلاً مما يضعف جسور الارتباط بين الابن وأسرته ، ويفوت على الطرفين الاستمتاع بهذه العاطفة الرائعة .

ولكي تؤدي هذه المحبة ثمارها المرجوة ينبغي أن نحضن أولادنا ونقبّلهم ونقول لهم كل يوم إننا نحبهم ، نربت على أكتافهم لأنهم بالفعل يحتاجونه جميعاً صغارا كانوا أو بالغين .

إن حب الوالدين للأبناء غير مشروط بأي شرط، ولذلك يكون علينا ألا نربط لفظيا بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول (أنا أحبك لأنك فعلت كذا وكذا) وأيضا لا نقول (لن أحبك إذا فعلت كذا) ، إننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لذواتهم ، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والاحترام.

وعلينا كذلك أن نعبر لأبنائنا عن حبنا لهم بطرق عملية ، وذلك بأن نهتم بآرائهم ، وتستشيرهم في بعض الأمور، وأن نقدر مشاعرهم ونشعرهم بأنهم أفرد مهمين في الأسرة ،ولهم احترامهم وتقديرهم وأننا جميعا نفهمهم ونقدر مزاياهم وإنجازاتهم وهواياتهم وميولهم ، ومن ذلك أيضا أن نعفو عن هفواتهم وأخطائهم ، وأن نعتذر منهم إن أخطأنا معهم أو قسونا عليهم.

يقول الدكتور ميسرة طاهر: (وسائل التربية بالحب أو لغة الحب هي ثمانية :

1- كلمة الحب. 2- نظرة الحب. 3- لقمة الحب. 4- لمسة الحب. 5- دثار الحب. 6- ضمة الحب. 7- قبلة الحب. 8- بسمة الحب

وأعتقد أن هذه الوسائل واضحة ماعدا دثار الحب الذي شرحه الدكتور ميسرة بأنه عندما تحرص على أن تغطي طفلك أثناء نومه وتقبله وتحاول أن تشعره بذلك.

الشاب اليوم صعب الانصياع للتوجيه المباشر ، ولا نتجاوز هذه المشكلة إلا بمراعاة ما يسميه علماء النفس (مثلث الجذب) هذا المثلث المكون من ثلاثة قوانين: التقدير ، التقبل ، القبول .

التقدير : بتقدير الشاب كشخص وإنسان فيه من الخطايا والعيوب كبقية البشر وكذلك فيه جانب من الميزات والإيجابيات –مهما كان سيئا – تقديره هذا يجعله يشعر بالأمان واحترام الذات والرضا عنها ، وهو أهم مطلب للاستجابة الداخلية لتوجيه الآخر .

التقبل : حتى نستطيع توجيه فكر الشاب وتعديل سلوكه , فيجب أن نتقبله كما هو بكل عيوبه ونتقبل منه ما يفكر به ونناقشه ، نتقبل بتفهم وصبر ذلك الاضطراب في النمو الذي يمر به ، وبالتالي يهدأ ونفرغ ما بعقله من أفكار مشوشة ونملأها بما نشاء من قيم ومبادئ صحيحة في وقت يظن أنه هو المؤثر لأنه كان يتحدث أكثر .

القبول : إن أراد المربي أن يقود توجهات وأفكار الشباب فعليه أن يشحن شخصيته بكل ما يعزز قبوله لديهم ، اتساع ثقافته ، سمو تفكيره ، تسامحه مع صغائر ما يفعلون ، ومشاركتهم اهتماماتهم .

ومن الأمور الهامة التي ينبغي على المربي عدم الغفلة عنها لتؤتي التربية بالحب ثمارها المرجوة هي : العدل في المعاملة حتى بالنظرة والقبلة والكلمة الطيبة والحرص على ذلك قدر الإمكان .

لنتذكر دائماً :

أن الرسائل السلبية : تصل لعقل الشخص بسرعة وتغادره ببطء .

فلتكن رسائلنا إيجابية ونعود النشء على التفكير الإيجابي .

ولننتهج دائما أسلوب الكلمة الطيبة المؤثرة ، فهي منة من الله وفضله على العبد، قال تعالى : (وهدوا إلى الطيب من القول) .

فالكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة ولها مفعول السحر في التأثير على الآخرين وعلى الناشئة بشكل خاص فكم بَنَت الكلمات الطيبة من شخصيات عظيمة ناجحة واثقة مبدعة تطيب بها القلوب ، وتمسح الدموع ، تنهض بالأمم وترتقي بها.

ولا أنسى التذكير بالمعين على انتهاج أسلوب التربية بالحب والأسلوب الأمثل للتأثير بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه وهو : ضبط النفس وتدريبها على الصبر والهدوء وإدارة الغضب بالأساليب العلمية والتدريب الفعلي الدائم على الكلمات الطيبة وتعويدها على ذلك فالحلم بالتحلم والعلم بالتعلم .

لماذا يدعو المهتمين بالتربية وعلم النفس إلى التربية بالحب ؟

- يهتم علماء النفس بأسلوب التربية بالحب لأنها من أهم الاحتياجات النفسية والتي تؤدي للنمو السليم وتكوين الشخصية السوية فلو اهتم المربون بهذا الأسلوب من التربية لخرج لنا جيل مستقيم السلوك وعالي الأخلاق ، فالإنسان عاطفي بطبعه وتغلب عليه عاطفته وتتحكم بسلوكه ، والتربية بالحب للبنات أكثر أهمية لإشباعها العاطفي الذي يحميها بعون الله من الانحراف .

ويسهم المعلمون والآباء الذين يفتقدون للحب في توريث النشء عقداً وأزمات نفسية هم بغنى عنها .

- الحب هو الأداة السحريّة في التأثير والتغيير ، حيث يعتبر أرقى أساليب التواصل الإنساني ، الذي يحظى بالقبول من الجميع .

- والحب أيضاً راحة للقلب من شتى المتاعب النفسية .

- وبالحب يصبح العمل والإقبال على التعليم متعة نفسية وعقلية ، لا محنة وتعب.

- الحب ضمانة قطعية للنجاح بإذن الله ، فالناجحون هم الذين يمنحون الحب دائماً.

- الحب يغير تفكير المتعلم وأسلوبه ومواقفه .

- وبالحب تحل المشكلات ، ونستغني عن تدخل الآخرين والمعلمة التي تحب طالباتها لا تحتاج للتدخل في مشاكلها معهن لا من إدارة ولا مرشدة ولا غيرها .

مع التمنيات للجميع بحياة تسودها المحبة والمودة والكلمات الطيبة .

مها محمد السليم
رئيسة قسم توجيه وإرشاد الطالبات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي

SHAIMMAA
01-01-2013, 06:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جزاك الله خيرا ، وأسمح لى أضيف:


وسائل للتعبير عن حب الأبناء

إن كان البعض يرى أن وسائل التعبير عن الحب للأبناء قاصرة على : كلمة الحب ، نظرة الحب ، ضمة الحب، بسمة الحب، لقمة الحب، إلا أننا نذّكر هنا بوسائل أخرى مؤثرة وجيدة التوصيل لرسائل الحب من الآباء لفلذات أكبادهم :

· ابْنِ داخلهم الثقة في النفس ، بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها وليس فقط بتقدير النتائج التي يحققونها.

· علّم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا بدلا من أن تعاتب ابنك لأنه رجع من المدرسة وهو متسخ وغير "مهندم"، قل له : " يبدو أنك قضيت وقتنا ممتعا في اللعب اليوم... أليس كذلك؟ ولكن بعد ذلك لا تجعل ملابسك تصل إٍلى هذه الدرجة من الاتساخ!".

· اقض بعض وقتك مع أبنائك كلٌ على حدة، سواء تتناول مع أحدهم وجبة الغداء خارج المنزل أو تمارسان معا رياضة المشي ، المهم أن تشعرهم أنك تقدر كل واحد منهم.

· احتفل بإنجازات اليوم، فمثلا أقم اليوم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك فلانا حصل على درجة جيدة في الامتحان.أو لأن ابنك الآخر بدر منه سلوك جيد في الأمانة أو البر ، حتى يشعر كل واحد منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته ، ولا تفعل ذلك مع واحد فقط ، حتى لو كان الآخر لا يمر بأحداث خاصة ، ابحث في حياته وبالتأكيد سوف تجد أشياء تستحق التقدير ، وتذكر أن ما تفعله يجب أن يكون شيئا رمزيا ، حتى لا تثير الغيرة بين أبنائك فيتنافسوا عليك، وتثير بينهم العداوة بدلا من أن يتحابوا.
· اندمج مع أطفالك في اللعب وشاركهم التلوين أو تشكيل الصلصال أو التسابق في الجري أو تقاذف الكرة، وهكذا.

· اعرف جدول أبنائك الدراسي ومدرسيهم وأصدقاءهم ، حتى لا تسألهم عندما يعودون " ماذا فعلتم اليوم" ولكن اسأل " ما ذا فعلت مع زميلك فلان ؟ وماذا أخذتم اليوم في حصة الرياضيات؟ " فيشعر أنك متابع لتفاصيل حياته وأنك مهتم به.
· عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك ، لا تكلمه وأنت مشغول في شيء آخر ، ولكن أعطه كل تركيزك ، وانظر في عينيه وهو يحدثك، واعلم أن انتباهك الفوري الواضح لطفلك حين يحدثك إيداع جديد مضاف لرصيدك في " بنك" الحب لديه.
· شاركهم في وجبات الطعام، ولا تسمعهم فقط ولكن احك لهم أيضا ما حدث لك.

· اكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع ، وضعها جانبهم على السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمون ، أو ضعها في حقائبهم المدرسية ، حتى يشعروا أنك تفكر فيهم حتى وأنت غير موجود معهم.

· عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة بريئة مثلهم ، علقها في مكان خاص في البيت ، وأشعرهم أنك تفتخر بها.

· اختلق كلمة سر أو علامة تبرز بها حبك لابنك ، ولا يعلمها أحد سواكما.

· حاول أن تبدأ يوما جديدا كلما طلعت الشمس ، تنسى فيه كل أخطاء الماضي ، فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن تدعم حبك لأبنائك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبهم.

· احضن أولادك وقبّلهم وقل لهم كل يوم إنك تحبهم، فمهما كثر ذلك فإنهم يحتاجونه صغارا كانوا أو بالغين ، أو حتى متزوجين ولديك منهم أحفاد.

· ابتكر أفكارا لتغذية المشاعر الطيبة بينك وبينهم، مثل أن تضع صندوق بريد خاصا بتبادل رسائل المحبة والشكر، كما يمكنك أن تستغل هذا الصندوق في الاقتراب من أبنائك وتقوية علاقتك بهم.

· تذكر أن حب الوالدين للأبناء غير مشروط بأي شرط، ولذلك يكون علينا ألا نربط لفظيا بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول " أنا أحبك لأنك حصلت على الدرجة النهائية في الامتحان" وأيضا لا نقول " لن أحبك إذا فعلت كذا " ، إننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لذواتهم ، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والالتزام والتضحية.

· عبّر لابنك عن حبك له بطريقة عملية ، وذلك بأن تهتم برأيه ، وتستشيره في بعض الأمور، وأن تقدّر مشاعره وتشعره بأنه فرد مهم في الأسرة ، ومحترم فيها، وأنكم جميعا تفهمونه وتقدّرون مزاياه وإنجازاته وهواياته وميوله، ومن ذلك التعبير أيضا أن تعفو عن هفواته وأخطائه؛ خاصة ما أخطأ فيها بسبب نقص خبراته، وأن نعتذر منه إن أخطأنا معه أو قسونا عليه.



منقول