SHAIMMAA
02-22-2012, 03:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تسع علامات تقول: هذا الموظف لا يصلح لكم
كثيراً ما يعاني المديرون ويتحسّرون كلّما تابعت أنظارهم الموظف المتدنّي الأداء، وليست هذه المعاناة بمستغربة إذا علمنا أنّ هؤلاء المديرين هم سبب المشكلة الجوهريّ في بعض الأحيان. في السطور التالية تذكرة بتسع علامات تشير إلى أنّك تحتفظ بموظف لا يصلح لشركتكم، ونصائح تجعلك مراعاتها تطمئنّ إلى أنّك لا تصنع المشكلة بيديك.
1- استنزاف الوقت في أمور غير مهمة
قد يكون هذا التبذير للوقت مؤشراً على أن هذا الموظف لا يتفهّم توقعاتكم المطلوبة منه ولا أولوياتكم.
اطلب من موظفك بين الحين والآخر لائحةً مرتبة بالأولويات الراهنة، وانظر إلى التوافق بينكم وبين الموظف. إن كنتم متفقين على ترتيب الأولويات ولكنّ ذلك الموظّف ما يزال يبدّد كثيراً من الوقت على أمور أخرى فأنت أمام موظّف لا يصلح لكم.
2- تكرار الأخطاء
يمكن أن يقف وراء الخطأ أسباب مختلفة. هل يدرك الموظف أنّه مخطئ ويضع يده على الخطأ؟ وهل يعرف تكلفة وأهمية الخطأ؟ هل يعرف كيف يمكن منع تلك الأخطاء؟ هل يمتلك القدرة على تقديم الأداء الوافي بالغرض؟
تحقّق من تفهّم المسألة، قدّم التغذية الراجعة الفعالة بانتظام، وأدخل الموظف في حلّ المشكلات، وبعدئذٍ ينبغي أن تروا أداءً معقولاً.
إن كان الموظف يعرف ما الذي ينبغي عمله، وتتوفر لديه المقدرة على القيام بذلك، ولكنّه يخفق مرةً بعد المرة في القيام بالمطلوب فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
3- البطء القاتل..
يقف وراء التنفيذ البطيء عوامل متعددة، وأبرز خمسة هي:
1- افتقاد الإحساس بالأهميّة الملحّة دوماً.
2- sense of urgency أسلوب العمل الركيك.
3- "التلبيس بالذهب" (صرف الوقت والجهد على إتقان مبالغ فيه أو جوانب إضافية لا قيمة مهمة لها).
4- عراقيل خارجية.
5- تولية المهمة غير الملائمة للفرد.
أولاً، قد يكون عدم الإحساس بالأهميّة الملحّة راجعاً ببساطة إلى عدم تفهّم ضرورة السرعة وكيف يمكن القيام بشؤون أخرى كثيرة غير التي بين أيدينا. وإذاً لا تنس التركيز على قضية الإحساس بالأهمية والسرعة الملحّة على الدوام عند رسم التوقعات والاتفاق عليها.
ثانياً، تحقق من أنّ الموظف تتوفر لديه مقدرة التنفيذ بسرعة مقبولة باستخدام أسلوب قابل للتكرار. قد يكون ذلك الأسلوب واضحاً لك، ولكنّك قد تفاجأ بما لا يخطر على بالك من ملاحظات تحسين وتغيير أو من ثغرات أو تصوّرات وخطوات غير صحيحة لدى الموظف عندما تطلب منه بياناً عملياً أو توصيفاً للإجراءات التي يتبعها.
ثالثاً، تحقق من أنّ الموظّف يتفهّم حدود ومعايير الجودة المطلوبة في إنجاز الوظيفة والإطار الزمنيّ المتوقّع. إنّ "التلبيس بالذهب" مشكلة شائعة، خصوصاً لدى أصحاب الصنائع الذين يجدون متعتهم وفخرهم فيما يقومون به. كذلك تصيب هذه المشكلة "الإنسانيين" الذين يقدّمون العلاقات مع البشر على إنجاز المهمّات. وهكذا نرى صاحب الوجه البشوش المرحّب بالاستماع لكل ما يقال ينجح في بناء علاقات شبه مثالية، ولكنّه في الوقت ذاته يبدّد كثيراً من الوقت وتتسع الفجوة بينه وبين أولئك الذين يقدّمون إنجاز المهمات على العلاقات.
رابعاً، كثيراً ما تكون العوامل الخارجية المختلفة كالمقاطعات وأعطال التجهيزات أسباباً مبررةً تماماً للأداء البطيء. اعرف بدقة ماذا يجري ولا تقفز متسرعاً إلى الاستنتاجات المفترضة في تفسير البطء المشاهد.
خامساً، لكن إن كانت الحاجة الملحّة للسرعة واضحة مفهومة، وتوفّر أسلوب تنفيذٍ مقبول مجرّب، وقدّمت إرشاداتك لتقليص الجهد والوقت المبددين على "التلبيس بالذهب"، وكانت العوامل الجانبية الخارجة عن تحكم الموظّف غير مؤثرة، فلم يبق أمامنا غير النظر في العامل الخامس: المهمّة غير ملائمة للموظف المكلّف بها بسبب ابتعادها عن مقدراته واهتماماته. وإن كانت هذه المهمّة غير الملائمة للموظف تشكّل جزءاً رئيساً من موقع العمل الموكّل به فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
4- يسيء معاملة الموظفين الآخرين
تتراوح إساءة المعاملة بين التصرفات التي لا تعقل ولا تطاق وبين الإزعاج العرضيّ. افصل صاحب النوع الأوّل وانصح صاحب النوع الثاني.
تحقق من أنّ الموظّفين يعرفون معرفةً دقيقة التصرفات المسببة للمشكلات ولم هي كذلك. إنّ ما يبدو لك مشكلةً واضحة قد لا يكون واضحاً للآخرين. وأتذكّر هنا إحدى زميلاتي التي كانت معتادةً على التسلّل والاقتحام برأسها من فوق الحاجز الخشبيّ الفاصل بين مكتبي ومكتبها كي تتفحّص غدائي وتتحفني بتعليقاتها على طعامي.
لم يكن لديها أيّ تصوّر عن أنني أعتبر تصرّفها هذا تطفّلاً بغيضاً وأنني أجد تعليقاتها مسيئةً لي حتّى أخبرتها بذلك. وإذاً عندما تستاء من تصرّفات أحدهم سل نفسك أولاً: هل قدّمت له وجهة نظرك وتأثّرك بما يقوم به أو يقوله تقديماً دقيقاً واضحاً؟
وسل نفسك ثانياً: هل عرضت عليه اقتراحاً أو مساعدةً للتخلص من عادته السيئة أو لتعديل ظروفه الصعبة؟
تذكروا أعزائي أنّ قلّة نادرة من البشر تستطيع تغيير عاداتها فوراً، وأنّ معظمنا بحاجة للتذكرة كلّما رجع لعادته القديمة بين حين وآخر. إن كان الموظف يتفهّم حاجته للتغيير، ولكنه لا يبدي أي إقبال أو أيّ تقدّم في إنجاز التغييرات المطلوبة فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
5- يبدو تعيساً في مكان العمل أو بارداً غير مبالٍ و/ أو يفتقد الحماسة للعمل
هناك أشياء كثيرة يمكن أن تجعل أحدهم يبدو تعيساً في مكان العمل، بما في ذلك شخصيته، فهل هناك مشكلة في هذا؟
قد يزعجكم مظهر التعاسة هذا ولكن هل له تأثير على العمل حقاً؟
ليس هناك إجابة واحدة. في بعض الأحيان قد تكون المشكلة مشكلتك وحدك، في بعض الأحيان تكون مشكلةً حقيقية مؤثرة على العمل. فالبرود والانعزالية لا يمكن أن تكون طريقةً ملائمةً لدى التعامل مع الزبائن –مثلاً- مهما كانت قوة وجديّة الآثار الناجمة عن تعاسة الموظف فإنّ بإمكانك دوماً تقديم التغذية الراجعة واستدعاء المعلومات التي تساعدك في تفهّم الموقف. مثلاً يمكن أن تقول شيئاً مثل "عندما لم تشارك بأي كلمة في الاجتماع وبقيت تنظر من النافذة وقتاً طويلاً (تحديد السلوك الملاحظ تحديداً واضحاً دقيقاً) فإن ذلك جعلني أشعر بأنّك لا تبالي بما نفعل. أعتقد أنّ هذه مسألة مهمة حقاً، ولا أريد القفز إلى استنتاجات في افتراض ماذا يجول في خاطرك من أفكار (تحديد أثر السلوك) فهلاّ تعاونت معي في توضيح الصورة؟"
إنّ عرضك للأمر بالصراحة والمباشرة والتحديد الدقيق للمسألة، والاستناد إلى الملاحظات الواقعية، يجعلك تعرض المسألة على الطاولة من دون حكم. وعندما تبيّن الأثر المحدّد للسلوك المعنيّ فإنّك تبيّن سبب أهمية المسألة. وعندما تطلب التعاون فإنّك تفتح باب الفرصة لمعرفة ماذا يجري حقاً، والتي هي الخطوة الأولى في تحسين الحالة.
ومن جانب آخر قد تكشف هذه المحادثة عن عدم وجود شيء وراء الظاهرة سوى أنّ الموظف ضجران ولا يمكن أن يكون سعيداً في هذه الوظيفة، وستعلم عندئذٍ أنكم أمام موظف لا يصلح لكم.
6- دائم الشكوى
لا أعتقد أنّ أحداً يمكنه أن يستمرّ في الشكوى (دوماً). إنّ "دوماً" كلمةٌ تعميم تشبه كلمات تعميم أخرى دارجة مثل "في كل مرة" أو "ولا مرة".. ومن الخير لنا جميعاً عندما نظنّ بأحد أيّ ظنّ اجتناب هذه التعميمات كلّها واستبدالها بوضع الأيدي على أمورٍ محددة. وبعد الابتعاد عن التعميم عليك بالتعمّق للوصول إلى جذور الظاهرة المحددة وظروفها المحيطة.
قد تجد للشكوى أسباباً تبرّرها تماماً وأنّ الموظف الشاكي يستحق الاهتمام والمعونة والشكر على إظهار المسألة.
وقد تجد أنّ الموضوع غير قابل للحلّ وليس في اليد عندئذٍ سوى إشعار الموظف بأنّ كلماته وجدت من يسمعها ويهتمّ بها، وأنّ الإدارة ترحب باستمرار اهتمامه بالأمر وإسماعها كلماته وأفكاره إلى أن يتاح في المستقبل ظروف جديدة يمكن حل المشكلة فيها.
وقد تجد بعد التعمّق أنّ الموظف هو المشكلة. ويعرف كلّنا أو يسمع عن تلك النوعية من الأشخاص الذين يتخذون الشكوى والتذمّر رد فعل افتراضياً تجاه كل شيء. إنّ صاحب عقلية الشكوى والتذمّر سبب استنزاف خطير لكل من حوله في مكان العمل، وإن كان موظفك من هذه النوعية فأنت أمام شخص لا يصلح لكم.
7- يترصّد ويلوم الآخرين ولا يرى أخطاء نفسه
مثل الشكّاء المتذمّر، قد يكون لمتلقّط العثرات مبرّر معقول، وقد يستحق شيئاً من الرعاية والإرشاد في كيفية تقبّل الظروف التي لا بدّ منها وكيفية العمل بشكل أفضل مع الآخرين. ومن جانب آخر قد يكون متلقّط العثرات هذا متهرّباً من تحمّل المسؤولية عمّا يقترف من أخطاء أو عاجزاً عن رؤية ما لديه من نواقص، ومن ثمّ يجد من الأسهل عليه الانصراف إلى لوم الآخرين.
مثلما نرى في حالة المتذمّر الشكّاء يمكن للتغذية الراجعة المتقنة في حالة متعقّب أخطاء الآخرين أن تحلّ المشكلة. ولكنّ هذا ليس بالأمر السهل في أحوال أخرى، إذ ليس كل المديرين مرشدين محترفين ولا أخصائيين نفسانيين، وليس لديهم جميعاً فائض من الوقت والطاقة كي يبذلوها على موظف ما لم يتوقعوا لاستثمارهم نتيجةً معقولة.
وهناك الاحتمال الثالث أيضاً: إنّ هذا الغارق في تلقّط تقصير الآخرين وعثراتهم ليس معنياً على الإطلاق بتحسين الأمور. وإن استمرّت موشحات اللوم والاتهام في هذه الحال فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
8- يرفض تحمّل مسؤوليات جديدة
لماذا يتملّص موظف من تحمّل مسؤولية جديدة؟
الخوف من الفشل سبب عام، وقد يكون انعكاساً لطريقة إدارتك للناس العاملين معك. إن كان من يقتحمون ويبادرون أكثر من غيرهم يتعرّضون أكثر من غيرهم لشكلٍ من أشكال الخسارة فإنّ التردّد والخوف نتيجة متوقعة.
سبب آخر هو انخفاض الاعتداد بالنفس low self-esteem. في هذه الحال عليك أن تجعل التحوّل إلى المسؤولية الجديدة آمناً ميسّراً قد الإمكان. قدّم التطمين والتشجيع، وإن أمكن، قسّم المسؤوليات الجديدة إلى خطوات أصغر. لكن لا تبذل من الجهد والاهتمام والموارد مستثمراً في هذا الجانب إلاّ بمقدار متناسب مع إمكانات الموظف.
عدم الاهتمام احتمالٌ آخر كبير يقف وراء التملّص من المسؤوليات الجديدة. وفي هذه الحال أنتم موظف لا يصلح لكم.
9- يقول إنّكم أسوأ إدارة لأسوأ شركة ولا شيء يمكن أن يصلح أحوالكم
ما لم يكن حادث عرضيّ قريب هو الذي يستفزّ الموظف ويخرجه عن حالته الطبيعية وكنتم تعتقدون أنّ غضبه واستياءه المتفجّر سيتلاشى خلال فترة قصيرة فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
إنّ تبيين التوقعّات والمطالب المنتظرة بوضوح، وتقديم التغذية الراجعة الفعّالة الجارية بانتظام، وحلّ المشكلات بأسلوب محترم سارٍ في الاتجاهين صعوداً ونزولاً، تشكّل المكوّن الجوهري المشترك في كل حالات الاستياء، وليس ذلك إلاّ لأنّها أساس الإدارة الصالحة.
إن توفّرت لدى إدارتكم مهارات القيام بتلك العناصر قياماً متقناً فإنّ موظفيكم ينبغي أن يكونوا قادرين على القيام بأداء حسن. لكن إن كنتم تقومون بما عليكم في تلك النواحي وبقي الموظّف متدنّي الأداء فانتم أمام موظف لا يصلح لكم.
منقول
مع تحياتى
تسع علامات تقول: هذا الموظف لا يصلح لكم
كثيراً ما يعاني المديرون ويتحسّرون كلّما تابعت أنظارهم الموظف المتدنّي الأداء، وليست هذه المعاناة بمستغربة إذا علمنا أنّ هؤلاء المديرين هم سبب المشكلة الجوهريّ في بعض الأحيان. في السطور التالية تذكرة بتسع علامات تشير إلى أنّك تحتفظ بموظف لا يصلح لشركتكم، ونصائح تجعلك مراعاتها تطمئنّ إلى أنّك لا تصنع المشكلة بيديك.
1- استنزاف الوقت في أمور غير مهمة
قد يكون هذا التبذير للوقت مؤشراً على أن هذا الموظف لا يتفهّم توقعاتكم المطلوبة منه ولا أولوياتكم.
اطلب من موظفك بين الحين والآخر لائحةً مرتبة بالأولويات الراهنة، وانظر إلى التوافق بينكم وبين الموظف. إن كنتم متفقين على ترتيب الأولويات ولكنّ ذلك الموظّف ما يزال يبدّد كثيراً من الوقت على أمور أخرى فأنت أمام موظّف لا يصلح لكم.
2- تكرار الأخطاء
يمكن أن يقف وراء الخطأ أسباب مختلفة. هل يدرك الموظف أنّه مخطئ ويضع يده على الخطأ؟ وهل يعرف تكلفة وأهمية الخطأ؟ هل يعرف كيف يمكن منع تلك الأخطاء؟ هل يمتلك القدرة على تقديم الأداء الوافي بالغرض؟
تحقّق من تفهّم المسألة، قدّم التغذية الراجعة الفعالة بانتظام، وأدخل الموظف في حلّ المشكلات، وبعدئذٍ ينبغي أن تروا أداءً معقولاً.
إن كان الموظف يعرف ما الذي ينبغي عمله، وتتوفر لديه المقدرة على القيام بذلك، ولكنّه يخفق مرةً بعد المرة في القيام بالمطلوب فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
3- البطء القاتل..
يقف وراء التنفيذ البطيء عوامل متعددة، وأبرز خمسة هي:
1- افتقاد الإحساس بالأهميّة الملحّة دوماً.
2- sense of urgency أسلوب العمل الركيك.
3- "التلبيس بالذهب" (صرف الوقت والجهد على إتقان مبالغ فيه أو جوانب إضافية لا قيمة مهمة لها).
4- عراقيل خارجية.
5- تولية المهمة غير الملائمة للفرد.
أولاً، قد يكون عدم الإحساس بالأهميّة الملحّة راجعاً ببساطة إلى عدم تفهّم ضرورة السرعة وكيف يمكن القيام بشؤون أخرى كثيرة غير التي بين أيدينا. وإذاً لا تنس التركيز على قضية الإحساس بالأهمية والسرعة الملحّة على الدوام عند رسم التوقعات والاتفاق عليها.
ثانياً، تحقق من أنّ الموظف تتوفر لديه مقدرة التنفيذ بسرعة مقبولة باستخدام أسلوب قابل للتكرار. قد يكون ذلك الأسلوب واضحاً لك، ولكنّك قد تفاجأ بما لا يخطر على بالك من ملاحظات تحسين وتغيير أو من ثغرات أو تصوّرات وخطوات غير صحيحة لدى الموظف عندما تطلب منه بياناً عملياً أو توصيفاً للإجراءات التي يتبعها.
ثالثاً، تحقق من أنّ الموظّف يتفهّم حدود ومعايير الجودة المطلوبة في إنجاز الوظيفة والإطار الزمنيّ المتوقّع. إنّ "التلبيس بالذهب" مشكلة شائعة، خصوصاً لدى أصحاب الصنائع الذين يجدون متعتهم وفخرهم فيما يقومون به. كذلك تصيب هذه المشكلة "الإنسانيين" الذين يقدّمون العلاقات مع البشر على إنجاز المهمّات. وهكذا نرى صاحب الوجه البشوش المرحّب بالاستماع لكل ما يقال ينجح في بناء علاقات شبه مثالية، ولكنّه في الوقت ذاته يبدّد كثيراً من الوقت وتتسع الفجوة بينه وبين أولئك الذين يقدّمون إنجاز المهمات على العلاقات.
رابعاً، كثيراً ما تكون العوامل الخارجية المختلفة كالمقاطعات وأعطال التجهيزات أسباباً مبررةً تماماً للأداء البطيء. اعرف بدقة ماذا يجري ولا تقفز متسرعاً إلى الاستنتاجات المفترضة في تفسير البطء المشاهد.
خامساً، لكن إن كانت الحاجة الملحّة للسرعة واضحة مفهومة، وتوفّر أسلوب تنفيذٍ مقبول مجرّب، وقدّمت إرشاداتك لتقليص الجهد والوقت المبددين على "التلبيس بالذهب"، وكانت العوامل الجانبية الخارجة عن تحكم الموظّف غير مؤثرة، فلم يبق أمامنا غير النظر في العامل الخامس: المهمّة غير ملائمة للموظف المكلّف بها بسبب ابتعادها عن مقدراته واهتماماته. وإن كانت هذه المهمّة غير الملائمة للموظف تشكّل جزءاً رئيساً من موقع العمل الموكّل به فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
4- يسيء معاملة الموظفين الآخرين
تتراوح إساءة المعاملة بين التصرفات التي لا تعقل ولا تطاق وبين الإزعاج العرضيّ. افصل صاحب النوع الأوّل وانصح صاحب النوع الثاني.
تحقق من أنّ الموظّفين يعرفون معرفةً دقيقة التصرفات المسببة للمشكلات ولم هي كذلك. إنّ ما يبدو لك مشكلةً واضحة قد لا يكون واضحاً للآخرين. وأتذكّر هنا إحدى زميلاتي التي كانت معتادةً على التسلّل والاقتحام برأسها من فوق الحاجز الخشبيّ الفاصل بين مكتبي ومكتبها كي تتفحّص غدائي وتتحفني بتعليقاتها على طعامي.
لم يكن لديها أيّ تصوّر عن أنني أعتبر تصرّفها هذا تطفّلاً بغيضاً وأنني أجد تعليقاتها مسيئةً لي حتّى أخبرتها بذلك. وإذاً عندما تستاء من تصرّفات أحدهم سل نفسك أولاً: هل قدّمت له وجهة نظرك وتأثّرك بما يقوم به أو يقوله تقديماً دقيقاً واضحاً؟
وسل نفسك ثانياً: هل عرضت عليه اقتراحاً أو مساعدةً للتخلص من عادته السيئة أو لتعديل ظروفه الصعبة؟
تذكروا أعزائي أنّ قلّة نادرة من البشر تستطيع تغيير عاداتها فوراً، وأنّ معظمنا بحاجة للتذكرة كلّما رجع لعادته القديمة بين حين وآخر. إن كان الموظف يتفهّم حاجته للتغيير، ولكنه لا يبدي أي إقبال أو أيّ تقدّم في إنجاز التغييرات المطلوبة فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
5- يبدو تعيساً في مكان العمل أو بارداً غير مبالٍ و/ أو يفتقد الحماسة للعمل
هناك أشياء كثيرة يمكن أن تجعل أحدهم يبدو تعيساً في مكان العمل، بما في ذلك شخصيته، فهل هناك مشكلة في هذا؟
قد يزعجكم مظهر التعاسة هذا ولكن هل له تأثير على العمل حقاً؟
ليس هناك إجابة واحدة. في بعض الأحيان قد تكون المشكلة مشكلتك وحدك، في بعض الأحيان تكون مشكلةً حقيقية مؤثرة على العمل. فالبرود والانعزالية لا يمكن أن تكون طريقةً ملائمةً لدى التعامل مع الزبائن –مثلاً- مهما كانت قوة وجديّة الآثار الناجمة عن تعاسة الموظف فإنّ بإمكانك دوماً تقديم التغذية الراجعة واستدعاء المعلومات التي تساعدك في تفهّم الموقف. مثلاً يمكن أن تقول شيئاً مثل "عندما لم تشارك بأي كلمة في الاجتماع وبقيت تنظر من النافذة وقتاً طويلاً (تحديد السلوك الملاحظ تحديداً واضحاً دقيقاً) فإن ذلك جعلني أشعر بأنّك لا تبالي بما نفعل. أعتقد أنّ هذه مسألة مهمة حقاً، ولا أريد القفز إلى استنتاجات في افتراض ماذا يجول في خاطرك من أفكار (تحديد أثر السلوك) فهلاّ تعاونت معي في توضيح الصورة؟"
إنّ عرضك للأمر بالصراحة والمباشرة والتحديد الدقيق للمسألة، والاستناد إلى الملاحظات الواقعية، يجعلك تعرض المسألة على الطاولة من دون حكم. وعندما تبيّن الأثر المحدّد للسلوك المعنيّ فإنّك تبيّن سبب أهمية المسألة. وعندما تطلب التعاون فإنّك تفتح باب الفرصة لمعرفة ماذا يجري حقاً، والتي هي الخطوة الأولى في تحسين الحالة.
ومن جانب آخر قد تكشف هذه المحادثة عن عدم وجود شيء وراء الظاهرة سوى أنّ الموظف ضجران ولا يمكن أن يكون سعيداً في هذه الوظيفة، وستعلم عندئذٍ أنكم أمام موظف لا يصلح لكم.
6- دائم الشكوى
لا أعتقد أنّ أحداً يمكنه أن يستمرّ في الشكوى (دوماً). إنّ "دوماً" كلمةٌ تعميم تشبه كلمات تعميم أخرى دارجة مثل "في كل مرة" أو "ولا مرة".. ومن الخير لنا جميعاً عندما نظنّ بأحد أيّ ظنّ اجتناب هذه التعميمات كلّها واستبدالها بوضع الأيدي على أمورٍ محددة. وبعد الابتعاد عن التعميم عليك بالتعمّق للوصول إلى جذور الظاهرة المحددة وظروفها المحيطة.
قد تجد للشكوى أسباباً تبرّرها تماماً وأنّ الموظف الشاكي يستحق الاهتمام والمعونة والشكر على إظهار المسألة.
وقد تجد أنّ الموضوع غير قابل للحلّ وليس في اليد عندئذٍ سوى إشعار الموظف بأنّ كلماته وجدت من يسمعها ويهتمّ بها، وأنّ الإدارة ترحب باستمرار اهتمامه بالأمر وإسماعها كلماته وأفكاره إلى أن يتاح في المستقبل ظروف جديدة يمكن حل المشكلة فيها.
وقد تجد بعد التعمّق أنّ الموظف هو المشكلة. ويعرف كلّنا أو يسمع عن تلك النوعية من الأشخاص الذين يتخذون الشكوى والتذمّر رد فعل افتراضياً تجاه كل شيء. إنّ صاحب عقلية الشكوى والتذمّر سبب استنزاف خطير لكل من حوله في مكان العمل، وإن كان موظفك من هذه النوعية فأنت أمام شخص لا يصلح لكم.
7- يترصّد ويلوم الآخرين ولا يرى أخطاء نفسه
مثل الشكّاء المتذمّر، قد يكون لمتلقّط العثرات مبرّر معقول، وقد يستحق شيئاً من الرعاية والإرشاد في كيفية تقبّل الظروف التي لا بدّ منها وكيفية العمل بشكل أفضل مع الآخرين. ومن جانب آخر قد يكون متلقّط العثرات هذا متهرّباً من تحمّل المسؤولية عمّا يقترف من أخطاء أو عاجزاً عن رؤية ما لديه من نواقص، ومن ثمّ يجد من الأسهل عليه الانصراف إلى لوم الآخرين.
مثلما نرى في حالة المتذمّر الشكّاء يمكن للتغذية الراجعة المتقنة في حالة متعقّب أخطاء الآخرين أن تحلّ المشكلة. ولكنّ هذا ليس بالأمر السهل في أحوال أخرى، إذ ليس كل المديرين مرشدين محترفين ولا أخصائيين نفسانيين، وليس لديهم جميعاً فائض من الوقت والطاقة كي يبذلوها على موظف ما لم يتوقعوا لاستثمارهم نتيجةً معقولة.
وهناك الاحتمال الثالث أيضاً: إنّ هذا الغارق في تلقّط تقصير الآخرين وعثراتهم ليس معنياً على الإطلاق بتحسين الأمور. وإن استمرّت موشحات اللوم والاتهام في هذه الحال فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
8- يرفض تحمّل مسؤوليات جديدة
لماذا يتملّص موظف من تحمّل مسؤولية جديدة؟
الخوف من الفشل سبب عام، وقد يكون انعكاساً لطريقة إدارتك للناس العاملين معك. إن كان من يقتحمون ويبادرون أكثر من غيرهم يتعرّضون أكثر من غيرهم لشكلٍ من أشكال الخسارة فإنّ التردّد والخوف نتيجة متوقعة.
سبب آخر هو انخفاض الاعتداد بالنفس low self-esteem. في هذه الحال عليك أن تجعل التحوّل إلى المسؤولية الجديدة آمناً ميسّراً قد الإمكان. قدّم التطمين والتشجيع، وإن أمكن، قسّم المسؤوليات الجديدة إلى خطوات أصغر. لكن لا تبذل من الجهد والاهتمام والموارد مستثمراً في هذا الجانب إلاّ بمقدار متناسب مع إمكانات الموظف.
عدم الاهتمام احتمالٌ آخر كبير يقف وراء التملّص من المسؤوليات الجديدة. وفي هذه الحال أنتم موظف لا يصلح لكم.
9- يقول إنّكم أسوأ إدارة لأسوأ شركة ولا شيء يمكن أن يصلح أحوالكم
ما لم يكن حادث عرضيّ قريب هو الذي يستفزّ الموظف ويخرجه عن حالته الطبيعية وكنتم تعتقدون أنّ غضبه واستياءه المتفجّر سيتلاشى خلال فترة قصيرة فأنتم أمام موظف لا يصلح لكم.
إنّ تبيين التوقعّات والمطالب المنتظرة بوضوح، وتقديم التغذية الراجعة الفعّالة الجارية بانتظام، وحلّ المشكلات بأسلوب محترم سارٍ في الاتجاهين صعوداً ونزولاً، تشكّل المكوّن الجوهري المشترك في كل حالات الاستياء، وليس ذلك إلاّ لأنّها أساس الإدارة الصالحة.
إن توفّرت لدى إدارتكم مهارات القيام بتلك العناصر قياماً متقناً فإنّ موظفيكم ينبغي أن يكونوا قادرين على القيام بأداء حسن. لكن إن كنتم تقومون بما عليكم في تلك النواحي وبقي الموظّف متدنّي الأداء فانتم أمام موظف لا يصلح لكم.
منقول
مع تحياتى