تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الثوابت والمتغيرات : تجديد البعد العقلي



SHAIMMAA
11-07-2011, 07:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


صناعة النجاح



الثوابت والمتغيرات
تجديد البعد العقلي

كنا قد تحدثنا عن مفاهيم أربعة في تجديد البعد العقلي، وانتهينا إلى مفهوم الحيادية، وعدم الغلو والتطرف في اتخاذ القرارات.
و آليات تجديد البعد العقلي مترابطة فيما بينها ترابطاً واضحاً وهذا ما سنلمسه عندما نتابع المزيد من آليات هذا التجديد.

وبالرغم من أهمية "الاستماع الجيد" أو "فن الإصغاء" كمفهوم أساسي في تجديد البعد العقلي، إلا أن الصفحات لا تسعفنا بأكثر من نقاط سريعة قد تساعدنا على المضي مع بعض مدلولات مفهوم "الإصغاء".

الإصغاء
الاستماع والكلام موهبتان متلازمتان ولكن، وبالرغم من أن خالقنا قد وهب لنا أذنين اثنين ولساناً واحداً، إلا أن الإنسان يبدي ميلاً إلى الكلام أضعافاً مضاعفة عما يبديه للاستماع!

قد يعود ذلك إلى النظرة السطحية للمستمع على أنه يفتقد إلى التفاعل الإيجابي، وأنه عاجز عن المشاركة في الحديث، أو أنه لا يفهم ما يقال، وهذا طبعاً بعيد كل البعد عن خصائص المستمع الجيد.

في هذا المعرض يمكننا أن نتذكر معاً بعض النقاط المفيدة في تطوير ملكة الإنصات لدينا والتي تعتبر من العوامل المهمة جداً في تجديد البعد العقلي.

مجالسنا مشحونة بالمقاطعات، وإطلاق الأحكام المستعجلة....
1. ضبط النفس وعدم المقاطعة. من أهم قواعد الإنصات الجيد أن لا يقاطع المستمع المتحدث قبل أن ينهي كلامه، فربما جاءت الإجابة على استفسار تبادر إلى أذهاننا، أو توضيح لنقطة كنا قد فهمناها بغير السياق الذي قصدت فيه في نهاية كلام المتحدث، أما إذا كان كلام المتحدث منفّراً جداً ، فيمكنك إما أن تنسحب من المجلس بهدوء، أو أن تشغل ذهنك بشيء يصرفك عن الاستماع له.... للأسف مجالسنا مشحونة بالمقاطعات، وإطلاق الأحكام المستعجلة، فمن كان أسرع في الكلام وطرح فكرته كان هو المنتصر!

2. التكرار الممل. ليس غريباً أن يكون الحديث الذي جلست لتستمع إليه يحمل أفكاراً مكررة، وقد تصل بك إلى حد الملل، ولكن ها قد جئت وتجشمت عناء القدوم فاصبر واستمع فربما يحمل لك هذا السيل من اللغو فكرة عظيمة لم تكن تتوقعها!

3. الجاهزية المتفائلة والمستبشرة للاستماع، الاستماع بنية الفهم. هذا المبدأ يعين على التعمق بفهم مجريات الحديث ومدلولاته. كثير منا يدعي أنه يحضر للاستماع بنية الفهم، إلا أن القلة فقط هم الصادقون في ادعائهم هذا، فبالرغم مما يبدو لنا من أن هذا أو ذاك يبدون اهتماماً بالحديث ومستوى عالياً من الإصغاء، إلا أنهم إما أن يكونوا غير واعين لما يقال، أو أنهم شاردون يفكرون بموضوع خارج جدران المكان، وهذا ما يعني ببساطة أنهم أضاعوا وقتهم وطاقاتهم بالحضور ، لعدم تمكنهم من جني أي فائدة.

"المتفلسفون" يحفزون دماغك لفهم ما لم تعتد على سماعه
4. الحديث راقي المستوى. قد يكون الحديث أرقى من مستوى تفكير المستمع، وقد يجد المستمع أبسط طريقة للهروب من الإنصات للموضوع أن يطلق عليه مصطلح: "فلسفة لا معنى لها".
جيد، مع قليل من الصبر في الإنصات لهؤلاء "المتفلسفين" يتحفز دماغك لفهم ما يقال ، وهذا بالتالي يقوي من قدرات الفهم لديك، ويدفعك خطوة نحو الأمام، فليس من الجيد أن لا نستمع إلا لما يسهل علينا فهمه، وإلا كيف نشحذ قدرات الفهم والاستيعاب لدينا؟

5."العين مغرفة الكلام". لمزيد من التفاعل بين المتكلم والمستمع لا بد من إشراك العين في عملية الإصغاء ، إذ يعتبر بعض الباحثين أن لغة الجسد تكون في بعض الأحيان أكثر دلالة على مقاصد المتحدث من كلامه الذي يتفوه به، وأن رسائله غير اللفظية قد تكون أكثر فائدة من رسائله اللفظية.

6. لا تعارض لمجرد المعارضة. امنح مشاعرك بعضاً من الراحة، وأطلق العنان للحيّز الموضوعي من تفكيرك.

كن حذراً في تعاملك مع المبالغات والمغالطات
7. المحاكمة العقلية. إذا ما كنت بصدد الاستماع إلى ما يثير المشاعر والأحاسيس من قصص وأحاديث تحمل من المبالغات أو المغالطات ما لا يخفى ، فلا تمض مع المتحدث في مغالطاته، فلديك قدرة هائلة على المحاكمة العقلية على سبيل المثال، إذا كنت تستمع إلى أحدهم وهو يحدثك عن خلاف مع خصم، عليك أن تتوقع مبالغات في النواحي السلبية المطروحة والتي تمس هذا الخصم، وشحاً بالحقائق أو الوقائع التي قد لا تصب في خانة النتائج التي يرغب في الوصول إليها.

8. المتحدث اعتاد أسلوب المبالغة. كثيراً ما نلتقي أشخاصاً تعودوا تعظيم الأمور وتفخيمها (سلباً أو إيجاباً)، وربما استعانوا على ذلك ببعض الألفاظ ذات الدلالة مثل: عظيم جداً، ممتاز، كثير جداً، من أروع ما يكون، من أسوء ما يكون، رديء جداً، في غاية التعقيد... علينا أن نحسن التعامل مع هؤلاء عندما يدلون بأحاديثهم فندرك متى علينا أن نجرد الكلام من "جداً" و من أساليب المبالغة، و نتفهم حقيقة هذا الذي يصفه بالعظمة أو غاية السوء من وجهة نظره ...

لا تدع الاستطرادات الجانبية تفقدك المسار
9. جوهر الحديث هو الأهم. أنت مهيأ للاستماع لموضوع معين مطروح على طاولة البحث. ركّز على جوهر الحديث ولا تنجرف وراء الاستطرادات والجزئيات، فيفقد الحديث مساره وبالتالي تشعر أنك أهدرت وقتك في الحضور للاستماع إلى أجزاء متناثرة من حديث غير مفهوم.

لا بد من العودة إلى سياق الحديث كلما لاح في الأفق انحراف، وإذا كان الموضوع طويلاً ومتشعباً، فمن المفيد استخدام الورقة والقلم لئلا تضيع علينا بعض النقاط الهامة.

9. المتكلم ليس فصيحاً، ولا يحسن انتقاء الألفاظ. ليس هذا مبرراً للاستخفاف بما يقال، فمع هذا اللحن في القول قد تجد أفكاراً جيدة، وكما قلنا جوهر الحديث هو الأهم.

10. استراحة لإعادة برمجة الأفكار. يحتاج العقل البشري إلى استراحة كل ساعة، أو كل نصف ساعة إذا كانت المعلومات غزيرة، من أجل إعادة برمجة الأفكار التي سمعها ودمجها ضمن منظومته المعرفية.

11. وضعية الجلوس. تنبئ وضعية الجلوس عن مدى اهتمام المستمع بما يقوله المتحدث، كما أن الوضعية الجيدة تساعد على المزيد من الاستيعاب، فالمسافة بيننا وبين المتحدث يجب أن تكون ملائمة، كما يجب أن يكون المقعد مريحاً، وأن لا يكون المستمع جائعاً أو عطشاناً أو متوتر إذا أراد أن يحقق فائدة من استماعه لما يقال.






منقول



مع تحياتى

MALAK
11-09-2011, 07:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

SHAIMMAA
11-12-2011, 05:55 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


شكرا لك أخت ملك لمرورك الكريم