SHAIMMAA
10-18-2011, 11:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعلّم فن التلميع
اجتهد بذكاء.. ضاعف تأثيرك!
الدكتور علي الحمادي
بكالوريوس في الهندسة الصناعية من الولايات المتحدة
دكتوراه في التطوير الإداري من بريطانيا
مؤسس ورئيس مركز التفكير الإبداعي، ومركز الدقيقة الواحدة بالإمارات العربية المتحدة
ذهبٌ مغلّفٌ بالتراب.. وترابٌ مغلّفٌ بالذهب!
أين الذهب المغلّف بالذهب؟
صناعة التأثير ليست بحاجة إلى جهد كبير (إن كان غير موجه) وإنما هي بحاجة إلى جهد ذكي، وفرق شاسع بين الجهدين، فكم من الجهود تبذل وليس من ورائها ثمة فائدة تذكر، وصدق صفي الدين الحلي إذ يقول:
وما كل من هزّ الحسام بضارب ولا كل من أجرى اليراع بكاتب
ولعل من الجهود الذكية التي يحسن بصناع التأثير أن يلتفتوا إليها تلك المتعلقة بتلميع الذات وتلميع المساهمين في التغيير والتأثير.
إنّ تأثير المشاهير والنجوم لا شك أنه كبير (رغم أن بعضهم لا قيمة لهم)، ذلك لأن هؤلاء قد بُذِلت الجهود الذكية في تلميعهم، فأصبحوا رموزاً وقدوات لعدد هائل من البشر، وقديماً قالوا: (اسمٌ بلا شهرة كنار بلا شعلة)
فمايكل جاكسون فيه ما فيه من الانحرافات ومع هذا نجد كثيراً من الشباب يقتفون أثره ويقلدونه في لبسه وشكل نظارته، وفي مشيته وتسريحة شعره، وفي رقصه ومجونه، لا لشيء إلا لأنه استطاع أن يلمع نفسه ويبرز كرمز ونجم للشباب.
وصدق ابن الرومي حين قال:
دهرٌ علا قدْرُ الوضيع به وترى الشريفَ يَحُطُّهُ شَرَفُهُ
كالبحر يَرْسُبُ فيه لؤلؤُه سُفُلاً، وتعلو فوقه جيَفُه
وهذه ديانا كانت تؤثر على عدد كبير من النساء في العالم، حتى تبعها النساء في مشيها وتسريحة شعرها، بل وفي شكلها وقسمات وجهها، حتى إنه أجريت بعض عمليات التجميل لعدد من النساء كي يصبح شكلهن كشكل ديانا.
كما أن كثيراً من السياسيين في الدول العربية (التي تُجرى فيها الانتخابات الرئاسية) إذا أراد ترشيح أحد أبنائه لخلافته وضع له خطة تلميع متعددة الجوانب، وسخَّر لها وسائل الإعلام المختلفة، بل وجميع أجهزة الدولة (وكأنها ملك خاص له ولأسرته)، ثم رتب له العديد من الزيارات الداخلية والخارجية، وكلفه ببعض الملفات الهامة، لاسيما تلك التي يطرب لها الناس مثل: ملف محاربة الفساد، وملف التوظيف والتوطين، وغيرها.
ويحسن التأكيد هنا إلى أن التلميع ليس هدفاً في ذاته، وإنما هو وسيلة للتأثير النافع، لذا ينبغي لصاحب التأثير النافع، لاسيما التأثير الإسلامي، أن يخلص عمله لله تعالى، وأن لا تغره الشهرة والبروز فيصبح التلميع والظهور هدفه الأول والأخير، وينسى ما عند الله تعالى من الأجر والثواب، فيحبط الله عمله، ويتخلى عنه، ويكله إلى نفسه، ومن وكل إلى نفسه خاب وخسر.
يقول الله تعالى: {وَما أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ} [البينة: 98/5].
ويقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (*) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (*) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (*) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 87/14-17].
ويقول الرسول r: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)
من طرق التلميع
وللتلميع طرق كثيرة وأساليب متعددة، ولعل من أبرزها الطرق التسع التالية:
1- اطلب من أحد النجوم البارزين أن يذكرك بخير أو يذكر بعض منتجاتك وإنجازاتك وذلك عند اتصاله بالجماهير أو بالمؤثرين.
وما المرء إلا بإخوانه كما تقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطعة ولا خير في الساعد الأجذم
2- اكتب بعض المقالات الصحيفة.
3- قدم برنامجاً تلفزيونياً أو شارك فيه.
4- قم بإعداد تعليق جيد عقب أي مؤتمر مهني أو تخصصي أو اجتماعي أو جماهيري تشارك فيه.
5- احضر مجالس المؤثرين ومنتدياتهم، ولا تكن أبكماً في ذلك المجلس، وإنما تكلم بما تُحسن، وذلك بعد تحضير وإعداد جيدين.
6- ابحث عن شخصية مشهورة لا تتفق معها وفند ما عندها من أخطاء، ولكن تجنب استخدام الألفاظ السوقية، أو الكلمات البذيئة، أو الإساءة الشخصية، أو التقول على هذه الشخصية بما لم تقل، أو تناول موضوع تافه وتكبيره.
7- حسِّن شكلك وهندامك ورائحتك، ولذا نجد العديد من رؤساء الدول الكبرى لديهم خبراء متخصصون في هذا المجال خاصة عند ترشيحهم للانتخابات الرئاسية أو عند اتصالهم بالجماهير لاسيما من خلال وسائل الإعلام.
8- احرص على سعة الصدر والعفو عن الآخرين وحسن الخلق، فإن ذلك مما يرفع الإنسان ويلمعه بين الناس في الدنيا، ويزيده منزلة يوم القيامة إن أخلص لله تعالى.
9- عليك بالجود والكرم، فإنه ليس ثمة داء أدوأ من البخل، وليس هناك ما يلمع الإنسان ويحببه إلى الناس مثل سخاء النفس والجود والكرم والتفضل على الآخرين، ولذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
وكن رجلاً على الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والسخاء
يغطى بالسماحة كل عيب وكل عيب يغطيه السخاء
ويقول آخر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
ويقول زهير بن أبي سلمى:
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يُسْتَغنَ عنه ويُذْمَمِ
منقول
مع تحياتى
تعلّم فن التلميع
اجتهد بذكاء.. ضاعف تأثيرك!
الدكتور علي الحمادي
بكالوريوس في الهندسة الصناعية من الولايات المتحدة
دكتوراه في التطوير الإداري من بريطانيا
مؤسس ورئيس مركز التفكير الإبداعي، ومركز الدقيقة الواحدة بالإمارات العربية المتحدة
ذهبٌ مغلّفٌ بالتراب.. وترابٌ مغلّفٌ بالذهب!
أين الذهب المغلّف بالذهب؟
صناعة التأثير ليست بحاجة إلى جهد كبير (إن كان غير موجه) وإنما هي بحاجة إلى جهد ذكي، وفرق شاسع بين الجهدين، فكم من الجهود تبذل وليس من ورائها ثمة فائدة تذكر، وصدق صفي الدين الحلي إذ يقول:
وما كل من هزّ الحسام بضارب ولا كل من أجرى اليراع بكاتب
ولعل من الجهود الذكية التي يحسن بصناع التأثير أن يلتفتوا إليها تلك المتعلقة بتلميع الذات وتلميع المساهمين في التغيير والتأثير.
إنّ تأثير المشاهير والنجوم لا شك أنه كبير (رغم أن بعضهم لا قيمة لهم)، ذلك لأن هؤلاء قد بُذِلت الجهود الذكية في تلميعهم، فأصبحوا رموزاً وقدوات لعدد هائل من البشر، وقديماً قالوا: (اسمٌ بلا شهرة كنار بلا شعلة)
فمايكل جاكسون فيه ما فيه من الانحرافات ومع هذا نجد كثيراً من الشباب يقتفون أثره ويقلدونه في لبسه وشكل نظارته، وفي مشيته وتسريحة شعره، وفي رقصه ومجونه، لا لشيء إلا لأنه استطاع أن يلمع نفسه ويبرز كرمز ونجم للشباب.
وصدق ابن الرومي حين قال:
دهرٌ علا قدْرُ الوضيع به وترى الشريفَ يَحُطُّهُ شَرَفُهُ
كالبحر يَرْسُبُ فيه لؤلؤُه سُفُلاً، وتعلو فوقه جيَفُه
وهذه ديانا كانت تؤثر على عدد كبير من النساء في العالم، حتى تبعها النساء في مشيها وتسريحة شعرها، بل وفي شكلها وقسمات وجهها، حتى إنه أجريت بعض عمليات التجميل لعدد من النساء كي يصبح شكلهن كشكل ديانا.
كما أن كثيراً من السياسيين في الدول العربية (التي تُجرى فيها الانتخابات الرئاسية) إذا أراد ترشيح أحد أبنائه لخلافته وضع له خطة تلميع متعددة الجوانب، وسخَّر لها وسائل الإعلام المختلفة، بل وجميع أجهزة الدولة (وكأنها ملك خاص له ولأسرته)، ثم رتب له العديد من الزيارات الداخلية والخارجية، وكلفه ببعض الملفات الهامة، لاسيما تلك التي يطرب لها الناس مثل: ملف محاربة الفساد، وملف التوظيف والتوطين، وغيرها.
ويحسن التأكيد هنا إلى أن التلميع ليس هدفاً في ذاته، وإنما هو وسيلة للتأثير النافع، لذا ينبغي لصاحب التأثير النافع، لاسيما التأثير الإسلامي، أن يخلص عمله لله تعالى، وأن لا تغره الشهرة والبروز فيصبح التلميع والظهور هدفه الأول والأخير، وينسى ما عند الله تعالى من الأجر والثواب، فيحبط الله عمله، ويتخلى عنه، ويكله إلى نفسه، ومن وكل إلى نفسه خاب وخسر.
يقول الله تعالى: {وَما أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ} [البينة: 98/5].
ويقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (*) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (*) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (*) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 87/14-17].
ويقول الرسول r: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)
من طرق التلميع
وللتلميع طرق كثيرة وأساليب متعددة، ولعل من أبرزها الطرق التسع التالية:
1- اطلب من أحد النجوم البارزين أن يذكرك بخير أو يذكر بعض منتجاتك وإنجازاتك وذلك عند اتصاله بالجماهير أو بالمؤثرين.
وما المرء إلا بإخوانه كما تقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطعة ولا خير في الساعد الأجذم
2- اكتب بعض المقالات الصحيفة.
3- قدم برنامجاً تلفزيونياً أو شارك فيه.
4- قم بإعداد تعليق جيد عقب أي مؤتمر مهني أو تخصصي أو اجتماعي أو جماهيري تشارك فيه.
5- احضر مجالس المؤثرين ومنتدياتهم، ولا تكن أبكماً في ذلك المجلس، وإنما تكلم بما تُحسن، وذلك بعد تحضير وإعداد جيدين.
6- ابحث عن شخصية مشهورة لا تتفق معها وفند ما عندها من أخطاء، ولكن تجنب استخدام الألفاظ السوقية، أو الكلمات البذيئة، أو الإساءة الشخصية، أو التقول على هذه الشخصية بما لم تقل، أو تناول موضوع تافه وتكبيره.
7- حسِّن شكلك وهندامك ورائحتك، ولذا نجد العديد من رؤساء الدول الكبرى لديهم خبراء متخصصون في هذا المجال خاصة عند ترشيحهم للانتخابات الرئاسية أو عند اتصالهم بالجماهير لاسيما من خلال وسائل الإعلام.
8- احرص على سعة الصدر والعفو عن الآخرين وحسن الخلق، فإن ذلك مما يرفع الإنسان ويلمعه بين الناس في الدنيا، ويزيده منزلة يوم القيامة إن أخلص لله تعالى.
9- عليك بالجود والكرم، فإنه ليس ثمة داء أدوأ من البخل، وليس هناك ما يلمع الإنسان ويحببه إلى الناس مثل سخاء النفس والجود والكرم والتفضل على الآخرين، ولذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
وكن رجلاً على الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والسخاء
يغطى بالسماحة كل عيب وكل عيب يغطيه السخاء
ويقول آخر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
ويقول زهير بن أبي سلمى:
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يُسْتَغنَ عنه ويُذْمَمِ
منقول
مع تحياتى