عبدالرحمن الدويرج
01-21-2011, 04:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأسلوب الأمثل للتعامل مع النقد
* د. ياسر عبدالكريم بكار
http://www.balagh.com/thaqafa/images/191011.jpg
الحسّاسية للنقد مشكلة يواجهها عدد كبير من الناس.. إذ ما إن يوجّه لنا أحد الأصدقاء أو زملاء العمل أو أحد المسؤولين عنّا أي نقد حتى نُدخل أنفسنا في دوامة من المشاعر المختلفة التي تنتهي إلى شعورنا بالألم.
وقد تصدر منّا تصرفات تزيد من معاناتنا وتضخم الموقف دون أي طائل. ولأهمية هذا الموضوع، أود أن أوجز الأسلوب الأمثل للتعامل مع النقد في النقاط القليلة التالية:
- أوّلاً: بداية تذكر أن حالة إنتقاد الآخرين لك ليست هي التي تحدد كيف تشعر أنت، بل ما تعتقده وتفكر فيه حول هذا الإنتقاد هو السبب في شعورك بالألم والضيق وحساسيتك المفرطة للنقد.
دعني أوضح أكثر.. عندما يقول لك صديقك: "أنت موظف فاشل".. ستشعر بالألم... الواقع أن شعورك بالألم ليس بسبب إنتقاده لك، بل بسبب ما يدور في تفكيرك:
(لماذا يقول هذا.. هل صحيح ما يقول.. كثير من الناس يعتقدون أنني فاشل.. لا أتذكر أني فعلت شيئاً بشكل جيِّد في عملي.. فعلاً أنا فاشل).
وبالتالي تشعر بالأذى والضيق. قال أحدهم:
لا أحد يستطيع أن يؤذيك دون رضاك
لأننا نملك التحكم بأسلوب تفكيرنا وتحليلنا لما قيل لنا من إنتقاد، وبالتالي نحدد النتيجة التي سنصل إليها.
- ثانياً: أود منك أن تراقب كيف تتفاعل مع النقد..
فمن الناس مَن يميل إلى تصديق أي إنتقاد موجه إليه.
ومن ثمّ يلوم نفسه عليه: (لقد صدق في وصفه لي بالكسل في العمل.. أنا فعلاً كسول).
وهذا الموقف نتخذه بسبب شعورنا بالدونية والتسليم بصواب أحكام الآخرين.
وصنف آخر يميل إلى الدفاع عن نفسه لأي نقد يسمعه فيسعى لتبرير موقفه فإذا قال له شخص ما:
(أنت تتكلّم عن نفسك كثيراً) بدأ يفكر:
(يعني أنت الذي لا تتكلّم عن نفسك!). أو (أنا لا أقصد التفاخر وإنما أذكر الواقع).
أو (إنّه يحترق غيظاً لما وصلتُ إليه من مرتبة ومكانة. لهذا لن أردٍ عليه).
وقسم ثالث يميل للغضب حيث تفور أعصابه إحتجاجاً على ما قيل عنه فيهاجم منتقده، وربّما كسّر الأشياء من حوله.
ولمثل هؤلاء أقول لهم إنّ النقد قد أصابهم في مقتل!. فقد أدى النقد إلى إستهلاك جزء من أعصابهم وراحة نفوسهم ومن صحة أجسادهم أيضاً.
لذا حافظ على راحة نفسك وهدوئك وتذكر وصية رسول الله (ص): "لا تغضب".
- ثالثاً: واحدة من المهارات الأساسية التي يجب أن نتدرب عليها كل يوم هي تعزيز فكرة قبول الذات والثقة بالنفس.
فمهما كان سلوكي أو رأي الناس فتبقى نفسي عزيزة عليَّ أكنّ لها كل حبٍ وتقدير. نعم!
قد أرتكب خطأً يستحق الإنتقاد، لكن حبي لنفسي سيجعلني أنشغل بإصلاحها لا الإنتقاص من قيمتها.
عندما تغرس هذا المبدأ لديك سوف تفصل ما بين سلوكك أو أخطائك من جهة، وبين حبك وتقديرك لنفسك من جهة أخرى.
هذا بلا شك سيساعدك على تلافي شعورك بالأذى بسبب النقد.
فلو قال أحدهم: (أنت موظف فاشل) ستفكر: (ربّما بدر مني تصرف يجعله يقول هذا، ولكن أرفض أن أقلل من قيمة نفسي).
- رابعاً: تذكر دوماً هذه المقولة:
الإنتقاد مدح مبطن.. لأنّه لا أحد يرفس كلباً ميتاً
فالمنتقد – في الواقع – يقول بشكل غير مباشر: أنت شخص مهم ولذا لابدّ أن أقول ما لاحظته عليك.
- خامساً: الأسلوب الصحيح للتعامل مع النقد هو أن نبحث عما يجعل الناقد يقول هذا الكلام؟.
هل إنتقاده في محله؟
ما الذي يمكن أن أفعله حتى أصحح ما فعلته؟
أو أتلافى تكرار ما حدث؟. أي انظر إلى الجانب العملي من النقد وليس التفاعل معه وكأنّه تعبير عن الإنتقاص من قيمتك.
وعندما تصل – بعد تفكير موضوعي – إلى أن إنتقاده ليس صحيحاً فلماذا تود أن تقنعه بأن إنتقاده لم يكن صحيحاً؟..
لماذا لا تدع كلامه يسير دون تعليق؟ لماذا تجعل خطئه مشكلة لك أنت؟!!.
- ختاماً: تذكر أنّه لا يوجد قانون عالمي يحميك من الإنتقاد اللاذع. وما لك إلا أن تصحح أسلوب تعاملك مع أي نقد، واسمع هذه المقولة ثانية:
لا أحد يستطيع أن يؤذيك دون رضاك.
المصدر: كتاب القرار في يديك
من موقع بلاغ
الأسلوب الأمثل للتعامل مع النقد
* د. ياسر عبدالكريم بكار
http://www.balagh.com/thaqafa/images/191011.jpg
الحسّاسية للنقد مشكلة يواجهها عدد كبير من الناس.. إذ ما إن يوجّه لنا أحد الأصدقاء أو زملاء العمل أو أحد المسؤولين عنّا أي نقد حتى نُدخل أنفسنا في دوامة من المشاعر المختلفة التي تنتهي إلى شعورنا بالألم.
وقد تصدر منّا تصرفات تزيد من معاناتنا وتضخم الموقف دون أي طائل. ولأهمية هذا الموضوع، أود أن أوجز الأسلوب الأمثل للتعامل مع النقد في النقاط القليلة التالية:
- أوّلاً: بداية تذكر أن حالة إنتقاد الآخرين لك ليست هي التي تحدد كيف تشعر أنت، بل ما تعتقده وتفكر فيه حول هذا الإنتقاد هو السبب في شعورك بالألم والضيق وحساسيتك المفرطة للنقد.
دعني أوضح أكثر.. عندما يقول لك صديقك: "أنت موظف فاشل".. ستشعر بالألم... الواقع أن شعورك بالألم ليس بسبب إنتقاده لك، بل بسبب ما يدور في تفكيرك:
(لماذا يقول هذا.. هل صحيح ما يقول.. كثير من الناس يعتقدون أنني فاشل.. لا أتذكر أني فعلت شيئاً بشكل جيِّد في عملي.. فعلاً أنا فاشل).
وبالتالي تشعر بالأذى والضيق. قال أحدهم:
لا أحد يستطيع أن يؤذيك دون رضاك
لأننا نملك التحكم بأسلوب تفكيرنا وتحليلنا لما قيل لنا من إنتقاد، وبالتالي نحدد النتيجة التي سنصل إليها.
- ثانياً: أود منك أن تراقب كيف تتفاعل مع النقد..
فمن الناس مَن يميل إلى تصديق أي إنتقاد موجه إليه.
ومن ثمّ يلوم نفسه عليه: (لقد صدق في وصفه لي بالكسل في العمل.. أنا فعلاً كسول).
وهذا الموقف نتخذه بسبب شعورنا بالدونية والتسليم بصواب أحكام الآخرين.
وصنف آخر يميل إلى الدفاع عن نفسه لأي نقد يسمعه فيسعى لتبرير موقفه فإذا قال له شخص ما:
(أنت تتكلّم عن نفسك كثيراً) بدأ يفكر:
(يعني أنت الذي لا تتكلّم عن نفسك!). أو (أنا لا أقصد التفاخر وإنما أذكر الواقع).
أو (إنّه يحترق غيظاً لما وصلتُ إليه من مرتبة ومكانة. لهذا لن أردٍ عليه).
وقسم ثالث يميل للغضب حيث تفور أعصابه إحتجاجاً على ما قيل عنه فيهاجم منتقده، وربّما كسّر الأشياء من حوله.
ولمثل هؤلاء أقول لهم إنّ النقد قد أصابهم في مقتل!. فقد أدى النقد إلى إستهلاك جزء من أعصابهم وراحة نفوسهم ومن صحة أجسادهم أيضاً.
لذا حافظ على راحة نفسك وهدوئك وتذكر وصية رسول الله (ص): "لا تغضب".
- ثالثاً: واحدة من المهارات الأساسية التي يجب أن نتدرب عليها كل يوم هي تعزيز فكرة قبول الذات والثقة بالنفس.
فمهما كان سلوكي أو رأي الناس فتبقى نفسي عزيزة عليَّ أكنّ لها كل حبٍ وتقدير. نعم!
قد أرتكب خطأً يستحق الإنتقاد، لكن حبي لنفسي سيجعلني أنشغل بإصلاحها لا الإنتقاص من قيمتها.
عندما تغرس هذا المبدأ لديك سوف تفصل ما بين سلوكك أو أخطائك من جهة، وبين حبك وتقديرك لنفسك من جهة أخرى.
هذا بلا شك سيساعدك على تلافي شعورك بالأذى بسبب النقد.
فلو قال أحدهم: (أنت موظف فاشل) ستفكر: (ربّما بدر مني تصرف يجعله يقول هذا، ولكن أرفض أن أقلل من قيمة نفسي).
- رابعاً: تذكر دوماً هذه المقولة:
الإنتقاد مدح مبطن.. لأنّه لا أحد يرفس كلباً ميتاً
فالمنتقد – في الواقع – يقول بشكل غير مباشر: أنت شخص مهم ولذا لابدّ أن أقول ما لاحظته عليك.
- خامساً: الأسلوب الصحيح للتعامل مع النقد هو أن نبحث عما يجعل الناقد يقول هذا الكلام؟.
هل إنتقاده في محله؟
ما الذي يمكن أن أفعله حتى أصحح ما فعلته؟
أو أتلافى تكرار ما حدث؟. أي انظر إلى الجانب العملي من النقد وليس التفاعل معه وكأنّه تعبير عن الإنتقاص من قيمتك.
وعندما تصل – بعد تفكير موضوعي – إلى أن إنتقاده ليس صحيحاً فلماذا تود أن تقنعه بأن إنتقاده لم يكن صحيحاً؟..
لماذا لا تدع كلامه يسير دون تعليق؟ لماذا تجعل خطئه مشكلة لك أنت؟!!.
- ختاماً: تذكر أنّه لا يوجد قانون عالمي يحميك من الإنتقاد اللاذع. وما لك إلا أن تصحح أسلوب تعاملك مع أي نقد، واسمع هذه المقولة ثانية:
لا أحد يستطيع أن يؤذيك دون رضاك.
المصدر: كتاب القرار في يديك
من موقع بلاغ