تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [[ أين نحن من فن التدريب .. ؟ ]]



عبدالرحمن الدويرج
10-29-2010, 02:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أين نحن من فن التدريب .. ؟




دورات عدة تعقد هنا وهناك, في شتى المجالات, وفي مختلف الميادين, دورات تزخر بكم المعلومات ولكن..


البعض منها تحضرها وتنتهي بك بلا فائدة تذكر وتتمنى لو أنك لم تحضرها, والبعض الآخر تتمنى ألاَ تنتهي, تخرج منها بكم هائل من المعلومات, تخرج بروح عالية وتفائل جبار يدفعك للنجاح.. مالإختلاف برأيك؟


من وجهتي نظري, الإختلاف ليس في كم المعلومات ولا جودتها, المعلومة موجودة ولكن الفرق يكمن في طريقة إيصالها, في كفاءة المدرب المدير للدورة, في طريقة تعاطيه مع المتدربين. بعض المدربين يلقنك فقط, يطرح المعلومه بدون أدنى تفاعل مع الحضور, وهذا ما يجعل من الدورة مملة وفقيرة حيث تفتقر إلى أهم مقومات فن التدريب, ألا وهو التفاعل الإنساني, الأخذ والعطاء, تغليب التعاون في العملية التعليميه.


فن التدريب بمختلف مجالاته يعمل على تغليب الجانب التفاعلي البشري في العملية التعليمية, كيف ذلك؟ بالتفاعل مع الحضور, وبإشراكهم في العملية التعليمية, وذلك من خلال طرح الأسئله والإصغاء إلى الأجوبه وإعارتها الإهتمام من خلال مناقشتها وتسليط الضوء على ماهو صائب منها وماهو خاطيء بإيجابية.


المدرب الناجح هو من يشارك ويساعد في عملية التغيير (عملة ليس مجرد التلقين) هدفه الأساسي هو إحداث تغيير في المتدربين لا عرض المعلومه فقط !

وهذا الهدف لا يتحقق عند طرح المعلومة من فوق برج عاجي بل من خلال تقوية العلاقات مع المتدربين والتفاعل مع سلوكهم بإيجابيه وكذلك من خلال التقرب منهم والتعامل معهم ببساطه, وأعطائهم الفرصه للمشاركه في تعليم أنفسهم.


أردت القول بأن المدرب الناجح هو من يغلب سلوكه الإنساني ويطوعه لإيصال المعلومه ويتجنب عمل "الرجل الألي" الذي يطرح المعلومه دون أدنى تفاعل "بشري" منه!

وما ينطبق على المدرب الناجح ينطبق أيضا على المعلم, القائد التربوي الناجح.


فالمعلم الناجح عليه أن يكون مدرباً ناجحاً في المقام الأول, عليه تطبيق فن التدريب مع طلابه ليصل إلى الهدف التربوي المنشود.


من خلال تطبيق فن التدريب يطلق المعلم العنان لطاقات الطلاب مما يساعدهم على التطور وتحسين الأداء ومعرفة نقاط ضعفهم وقوتهم والعمل عليها.


على سبيل المثال, قبل أن يطرح المعلم مالديه من مخزون ثقافي في موضوع معين عليه أن يطرح الاسئله على الطلاب لإكتشاف مستوى مالديهم من خلفيات عن الموضوع وكذلك إستعراض أرائهم بما يطرح ومناقشتها من خلال منظور علمي تربوي, فطرح الاسئله هو السبيل الأمثل لتعزيز الفهم والإدارك.


- على المعلم أن يستغل السلوك الإيجابي في العمليه التعليمية التطويرية, كيف ذلك؟


مثلا عندما يعمل الطالب مشروع ممتاز ويعرضه, ينبغي هنا على المعلم ألا يكتفي بقول " أحسنت/ أو عمل جيد" فردة فعل كهذه تحبط, وتخمد الهمم, عليه الثناء على ما قام به الطالب وكذلك طرح الأسئله حول كيفيه الإعداد لهذا المشروع والصعوبات التي واجهها وكيف تعامل معها, ومن ثم يطرح المعلم بدوره رأيه المساعد في مثل هذه الحالات من خلال خبرته الطويله, هذا بلا شك يساعد على تطوير أداء الطالب في المستقبل والتعلم من خلال ترسيخ الإيجابيات التي قام بها عند إعداده لهذا المشروع.


- المعلم الناجح يحسن أختيار الأوقات التي يمكن أن تعزز فيها العمليه التطويريه, فهو يعلم أن الإنسان بعد الأداء الضعيف يكون أقل قدرة على تقبل التعليقات والتوجيهات, لذلك يؤجل العمليه التطويريه إلى وقت آخر, إلى وقت إيجابي يكون فيه الطالب أكثر تقبلا للتوجيه وأكثر إستيعابا له.


- التوجيه والعمليه التدريبيه لؤلائك الاشخاص أصحاب الأداء الضعيف لا يؤتي ثماره عندما يتم على الملأ, بالعكس فمن المحتمل أن يدمر ذلك العلاقه بين الطالب والمعلم ويبني حاجزا بين الطالب ومايقدمه المعلم من أجل تطوير مستواه.

بعكس التوجيه والعمل على نقاط ضعفه بشكل إنفرادي معه, أي أن يعمل المعلم مع كل طالب على حده لنهوض بمستواه وتحفيزه على النجاح.

ومن المعلوم لدى أصحاب التجارب التربويه أن الشخص يكون أكثر إنصاتا وتقبلا للتوجيه عندما يتم ذلك بشكل إنفرادي معه وليس على الملأ.


- المعلم الناجح تجد لديه حس مسئوليه عالي, حيث تجده يشارك الطلاب إنجازاتهم وكأنها إنجازاته هو, ويحزن عند إخفاقهم وكأنه هو المخفق, يشعر بأنه هو المسئول عن هذا الإخفاق, لديه حس مسئوليه عالي حيال أداء طلابه, يعمل جاهدا حتى يرى تطورا ملحوظا في أدائهم.

حس المسئوليه العالي عامل مهم في نجاح العمليه التربويه, وللأسف كثير من القائمين على هذه العمليه يفتقدون إلى هذا العامل, يتعقدون أن الدور المنوط بهم هو طرح المعلومه وتقييم مدى إستيعاب الطلاب لها!!




عزيزي المعلم :


أشعل حس المسئوليه لديك, تعاون مع طلابك, تفاعل معهم, أطرح الاسئله عليهم حول مستوياتهم, وحاول تقديم حلول لتحسينها, تعاطى مع سلوكياتهم والفروقات الفرديه فيما بينهم بإيجابيه, حاول أن تأخذ بيدهم إلى التغيير والتطور وتنمية المهارات وإزرع الثقه بهم وعززها لديهم بالثناء على مجهوداتهم وتنويرهم إلى ماهو أفضل لهم, أنقدهم بإيجابيه, حمسهم لا تحطمهم وستحقق الهدف المنشود من العمليه التربويه.



* أثناء رحلتي الدراسيه قابلت نوعين من القيادات التربويه, أستاذتان ( بروفيسورز) من أكثر الأستاذه علما وثقافه, كانتا تنعمان بعلم ومعرفه لا حصر لهما ولكن لكل منهما توجه تربوي معين.

أحداهما كانت نموذج للأستاذه المعلمه, التربويه المؤثره, المدربه الناجحه, كانت من أكثر الناس تأثيراً علينا كطالبات, كانت تتفاعل معنا بكل إيجابيه, تعطي أسئلتنا ومشاركاتنا مساحة كبيرة من محاضراتها, كانت لاتنفرد بالعمليه التعليميه بل أدخلتنا في إطارها, وجهتنا من خلال أجوبتنا وسلوكنا ومشاركاتنا, كانت الأكثر تأثيراً علينا, ولا زالت صاحبة البصمه الأكبر في حياة طالباتها. ومن الجانب الأخر كانت الأخرى (رجل ألي), معلومه وثقافه تفتقد إلى حس إنساني لإيصالها, كانت بنظرنا مجرد مكتبه متنقله..


للأسف لم تنفعنا بشيء يذكر سوء درس لربما هي لم تدرك أنها علمتنا إياه.. (علمتنا أن لا قيمه لمعلومه عند فقدان القدره على إيصالها).



عزيزي التربوي/ أي من النوعين تريد أن تكون..؟

.
.

وأخيرا أكرر إين مدراسنا.. وجامعتنا.. من فن التدريب؟



لدينا المعلومه..


ولدينا المؤهلات..



ولكن أين نحن من فن التدريب على إيصالها.. !!



بإنتظـار مشاركاتكم لإثراء الموضوع ..




منقول

المستشار
10-30-2010, 01:59 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا ابو عبد المحسن

بصراحة موضوع قيم جدا واقدر اضيف عليه
لابد ان يكون عند المدرب مهارة اتصالية عالية جدا من حيث الصوت وحركات الجسم وان يكون قدوة حسنة
فلا يتكلم عن إدارة الوقت وهو يأتي للتدريب متأخرا ولا يتقيد بجدول المحاضرة .

وفقك الله

يثبت للاهمية

عبدالرحمن الدويرج
11-08-2010, 01:28 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا ابو عبد المحسن

بصراحة موضوع قيم جدا واقدر اضيف عليه
لابد ان يكون عند المدرب مهارة اتصالية عالية جدا من حيث الصوت وحركات الجسم وان يكون قدوة حسنة
فلا يتكلم عن إدارة الوقت وهو يأتي للتدريب متأخرا ولا يتقيد بجدول المحاضرة .

وفقك الله

يثبت للاهمية




ممتن لك ولمداخلتك الطيبة وفقك الله ورعاك