المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تدع العمل يسرقك عن أحبابك



مهندالشيخلي
07-31-2010, 11:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوعي هو عن الذين ينغمسون بالعمل و يبالغون في ذلك على حساب عائلتهم و أحبابهم, وذلك من خلال هذه القصة الرمزية القصيرة.


لا تدع العمل يسرقك عن أحبابك

قصة قصيرة تستحق أن نعتبر منها و نقرأها للأخر:

عادت امرأة عاملة إلى بيتها من العمل متأخرة و التعب و الغضب قد أخذ منها كل مأخذ، لتجد أبنها الصغير, أبن الـ 8 سنوات من العمر ينتظرها عند باب البيت.
بادر الصغير أمه بسؤال – ماما هل يمكنني أن أسألك؟
أجابت الأم ولدها – نعم و بكل تأكيد.
ماما كم تحصلي عليه من أجر في الساعة؟
أجابت الأم وهي غاضبة – هذا لا يخصك, لماذا تسأل عن شيء كهذا؟
قال الابن - فقط أريد أن أعرف, رجاءّ أخبرني، ما مقدار أجرك في الساعة؟
أجبته الأم - إذا كنت يجب أن تعرف، أحصل على (2500 دينار) في الساعة.
قال الولد الصغير – أوه ,,, و مخفضا برأسه للأسفل.
ثم أردف قائلا – ماما, رجاء, هل لك أن تعطيني (500 دينار)؟
تعصبت الأم وقالت وهي غاضبة - إذن السبب الوحيد لسؤالك أنك تريد هذا المال لشراء لعبة سخيفة أو أي شيء تافه آخر، أذهب فورا إلى غرفتك ونم في فراشك, و فكر كم أنت أناني, فأنا أهلك نفسي بالعمل وفقط لألبي طيشك الطفولي.
ذهب الولد الصغير إلى غرفته بشكل هادئ وأغلق عليه باب الغرفة ...
جلست الأم وهي غاضبه جدا من سؤال الولد الصغير, وكيف كان له أن يسأل مثل هذا السؤال المرعب والذي يتجاوز عمره, كل ذلك فقط للحصول على بعض المال؟
بعد حولي ساعة من الزمن, هدأت الأم ، وبدأت بالتفكير بطلب أبنها, فربما كان هناك شيء ضروري يحتاج لشرائه فهو حقا لم يسأل عن طلب شيء من المال في السابق.
ذهبت الإمرة إلى غرفة الولد الصغير وفتحت الباب.
وقالت سائلة :
أنت نائم يا أبني؟
أجاب الولد - لا يا ماما، أنا مستيقظ.
قالت – أعتقد أني ربما كنت قاسية عليك, فاليوم كنت متعبة جدا و تفاقم الأمر بانزعاجي من سؤالك, وطريقة طلبك الغريبة للنقود, ها خذ المال الذي طلبته!
جلس الولد الصغير في سريره منتصبا وابتسامة عريضة تملئ وجهه, وقال صارخا – أوه ، شكرا لك يا أماه!
ثم، مد يده تحت الوسادة وسحب بعض الأوراق.
رأت الأم بأن الولد كان عنده بعض المال بين الأوراق، فبدأ غضبها ثانية.
عد الولد الصغير ما لديه من مال ببطء، وبعد ذلك نظر إلى أمه.
فقالت له متذمرة : لماذا تريد مال أكثر إذا كان عندك كل هذا المال؟
أجاب الصغير : لأنني ما كان عندي بما فيه الكفاية، لكن الآن صار عندي ما يكفي.
أمي صار عندي الآن (2500 دينار) .. هل بإمكاني أن أشتري ساعة من وقتك؟
و أستطرد قائلا - رجاء أرجعي للبيت في وقت مبكر يوم غد, أنا أود أن أتعشى معك!
اندهشت الأم, ووضعت ذراعيها حول أبنها الصغير، وهي تستلطفه و تطلب منه مسامحتها.


هذه فقط رسالة تذكير قصيرة إلى كل من يأخذه العمل فينسيه أهم أسباب حياته, فنحن يجب أن لا نترك الوقت ينزلق من بين أصابعنا بدون أن نصرف بعض منه مع أولئك الذين يهمونا حقا ونحن نعمل في الواقع من أجلهم وهم الأقرب إلى قلبنا, علينا أن نتذكر بأهمية إشراكهم معنا في تلك (2500 دينار) من أجرنا, فهذا أجدر بصرف وقتنا مع الشخص الذي نحبه.


فإذا متنا غدا، فالشركة التي نحن نعمل فيها بكل جد و تفاني ستحل آخر محلنا بسهولة وفي ظرف ساعات, ولكن سنترك و رائنا عائلتنا وأصدقاءنا ومن نحبهم و يحبونا, وهم فقط من سيحسون بغيبتنا وبفراقنا لهم وبالخسارة لبقية حياتهم.




31 تموز 2010
مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly

SHAIMMAA
08-07-2010, 02:39 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


موضوع مميز جدا أخى


يثبت

المستشار
08-07-2010, 08:15 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا بك أخي الكريم مهند

وكل عام وانتم بخير

موضوع رائع جدا يذكرنا باهمية عدم نسيان وقت الاسرة والاهتمام بها

وفقك الله

مهندالشيخلي
08-07-2010, 09:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك و للأخت شيماء ... لكما مني أجمل تحية .

وضحاء الشريف
08-13-2010, 04:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب .

شكرا لك
أ. مهند الشيخلي
على هذا التذكير الهام ، فكثيرا ما تسرقنا دوامة العمل ، وفجأة نكتشف أن أولادنا كبروا وأجمل لحظات العمر مضت ...

حدث لي شخصيا قبل أكثر من عام موقف أخذت على إثره إجازة استثنائية ..وقد كتبت في حينها هذه الخاطرة في أحد المنتديات

قد أكون أنثى لاتجيد امتطاء فن الخاطرة ..
وقد أكون أنثى نسيت أنوثتي
في أروقة العمل ..
وبين المكتبات والملتقيات العلمية.
لكن ذات صباح مثقل بالمنجزات
ذات يوم مفعم بالعطاءات
ذات مساء
وصغيري الذي بدأ ينظم أجمل العبارات
يقول لي ..
ماما ..أمبوتر لا ..
ماما ...مكتب لا
أفقت ..
عندها ...
قررت العودة ـ ولو مؤقتا ـ لعالم الأنوثة الجميل
وها أنا الآن كل يوم
أرقب الوافدين
أقرأ الروايات والدواوين .
وأخيرا ...
أهنئ نفسي
لم أعد لصا !

العبارة الأخيرة إشارة لموضوع جميل كتبته قبل هذا بعنوان (هل أنت لص ؟!)



القصة التي ذكرتها أ. مهند ..ذكرتني بهذه القصة ..

طلبت مدرّسة من تلاميذ فصلها كتابة نص عما يتمنون أن يكونوا عليه أو يحدث لهم

في نهاية الدوام المدرسي جلست المدرّسة في بيتها تراجع ما كتبه طلبتها،واسترعت نظرها رسالة بعينها، وما ان انتهت منها حتى امتلأت مآقيها بالدموع تأثراً بما قرأت، وفي تلك اللحظة دخل زوجها عائداً من عمله وشاهد تأثرهاالشديد، فسألها عما حدث، فمدت يدها له بورقة الاجابة وطلبت منه قراءتها،


الهي سأطلب منك الليلة شيئاً خاصا جدا. أريدك ان تحولني الى جهاز تلفزيون،وأن آخذ مكان جهازنا في البيت، وان اعيش مثله بيننا، وان تجتمع عائلتي حولي. وأن أعامل بجدية عندما أتحدث، وأن اكون مركزالاهتمام وألا اقاطع عندما اسأل، وان اتلقى العناية نفسها التي يحظى بهاالتلفزيون عندما لا يعمل لسبب أو لآخر، وان اتمتع برفقة والدي عندما يعودالى البيت مساء، حتى عندما يكون متعبا، وأن تتعلق بي أمي حتى وهي حزينة أومتكدرة، بدلا من عدم الاهتمام الذي القاه الآن.. كما أريد يا إلهي من أخي أن يتعارك من اجل ان يكون معي، وأن اشعر ان عائلتي بين الفترة والاخرىتترك كل شيء فقط لتقضي بعض الوقت معي، واخيرا اتمنى ان اجعلهم جميعا سعداء.. واتمنى ألا أكون قد بالغت في طلبي، فما اريده هو أن اعيش فقط كجهازالتلفزيون
وما أن انتهى الزوج من قراءة الرسالة حتى قال متأثراً: شيء محزن، طفل حزين فعلا ووالدين تعيسين، ولكني يا حبيبتي لا أجد الامر يستحق كل هذا الحزن!! فردت عليه قائلة: كاتب هذه المقالة هو ابننا

مهندالشيخلي
08-13-2010, 11:05 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أسعدتني هذه الرسالة كثيرا
فهكذا أثراء المواضيع وعكس التجارب الفعلية و الواقعية.
فمن لم يقتنع بقصتي - لا بد أن أقنع بقصتك أو أصبح أقرب للاقتناع.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .