المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قل خيرا لتغنم أو اصمت لتسلم.....



طيبه
12-23-2008, 12:35 PM
تشير دراسة علمية الى اننا نقضي 75 في المائة من اوقاتنا في الكلام منها «35 في المائة في التحدث الى الآخرين و40 في المائة في سماع كلامهم».

فاللسان لاعب رئيسي في حياتنا، فهو الذي يقف خلف احسن العلاقات وأسوئها، وهو جامع الاحبة ومفرقهم، ما خطورة هذا اللسان العجيب؟ وكيف نسوقه الى ما فيه منفعتنا؟

اكثر التصرفات المذمومة مصدرها اللسان كالكذب والافتراء والاستهزاء وشهادة الزور وغيرها. وربما يكون ذلك سببا في انه يندر ان نرى ابكما منبوذا من الناس.



تخيله فعلا حقيقيا

لو تخيلنا الكلام فعلا لتراجعنا عن كثير مما نقول. فمن يشتم زميله في العمل او صديقه امام الآخرين في غيابه، فهو كمن يضع رأسه في التراب. ولو تخيلنا الغيبة، وهي ذكر اخيك بما يكره، كالذي «يأكل لحم اخيه ميتا» لنفرنا منها نفور الدواب الاليفة من الاسد الضاري.

في اللغة الانكليزية تسمى الغيبة Back Bite اي العضة الخلفية! هذه العضة اشبه بتصرف الغادر في تحينه لحظات غفلة الفريسة ليسدد اليها طعناته الانتقامية.


تخيله جالسا معك!

افضل طريقة للتخلص من الغيبة هي تخيل ان من نغتابه ينظر الينا ويسمع كل ما نقول. فلو تخيلنا انفسنا في موضع المغتاب لا بد ان يدفعنا ذلك الى التراجع ولو خطوة واحدة عن ذلك السلوك المنبوذ.


مراقبة الكلمات

فور خروج الكلمة من افواهنا تصبح ملكا للآخرين، يتصرفون بها كيفما شاءوا، وهنا مكمن الخطورة، فكم من قضايا غصت بها المحاكم او فرقت احبابا كان سببها «كلمة»، والاخطر من ذلك هو ان بعض الكلمات التي نستهين بها قد تكون سببا لهلاكنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».

وقال الشافعي:

احفظ لسانك ايها الانسان

لا يلدغنك انه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه

كانت تهاب لقاءه الاقران


التكلم بارادتنا

اكثر ما يستحق التدبر والتأمل في موضوع الكلام هو اننا نقوم به بمحض ارادتنا على عكس النظر والسمع. فعندما يقف احد ما امامنا فلا مناص من النظر اليه، وكذلك الحال عندما ينادينا احد او يكلمنا، ولكنه يصعب ان تجد شخصا يرغمنا على التحدث. كل منا له القدرة على ان «ينظر ويستمع الى الاخرين من دون ان يتحدث اليهم. وهذا يعني ان الكلام يحدث بملء ارادتنا فنحن مسؤولون عما نقول.


انواع الكلام

عندما يتحدث أحد فان كلامه لا يخرج عن اربعة اقسام كما يقول الامام الغزالي: قسم هو ضرر محض، وقسم هو نفع محض، وقسم هو ضرر ومنفعة، وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة، اما «القسم الذي هو ضرر محض فلا بد من السكوت عليه، وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر».

اما ما «لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فضول، والاشتغال به تضييع زمان وهو عين الخسران» والنوع الاخير وهو ما فيه منفعة فيجب الحذر عند اختيار كلماته لكي لا ينزلق الانسان الى احد الانواع الثلاثة السابقة فتكون عاقبته غير محمودة.


آداب الكلام

للكلام آداب من لزمها فقد اضفى الى كلامه رونقا جاذبا. ومن هذه الاداب التالي:

> خير الكلام اقله

لا تكثر الكلام فان من كثر كلامه كثرت زلاته، وما اكثر الزلات التي دفع ثمنها غاليا كثير الكلام، وقديما قالوا ان «كثرة الكلام تذهب الوقار».

ومن عجب الكلام القليل انه يحفز فضول الناس لمعرفة ما تكنه هذه الشخصية المقلة في الحديث. ولذلك فانه فور ما يتحدث هذا الشخص تشرئب اليه الرؤوس باهتمام. ولكن الصدمة تكون اذا جاء بحديث فاته واقل مما يتوقع.

والناظر الى الكلام يجده سببا اساسيا في اخطاء بني آدم، فبكلمة قامت حروب عالمية، وبكلمة دخلت علاقات اسرية انفاق الطلاق والتفكك الاجتماعي.

> اختيار الوقت الملائم

الكلام عملية تفريغ ذهنية تصب في اذان وعقول الاخرين، فلا بد من اختيار الوقت الملائم حتى تكون ذات تأثير ايجابي فالتحدث مع الخارج من المبنى مسرعا او المنهمك في مشاهدة برنامج تلفزيوني ليس في وقته المناسب. انما الوقت المناسب هو الذي يشجعك فيه الطرف الاخر على الحديث بطرح الاسئلة والمتابعة.

> الكلمة الطيبة

الكلمة الطيبة الصادقة تفتح باب الصداقات على مصراعيه، وهو احد مؤشرات الخلق السليم. فكم من زميل عمل او صديق ألفناه واحببناه لاختياره المدروس لكلماته. ان الكلمة الطيبة كنز ثمين من وقع عليه فقد اصاب خيرا عظيما، لذا فان صوت هذه النعمة يديم منفعتها لنا ولمجتمعنا. ورحم الله امرءا قال خيرا فغنم او سكت فسلم.


أسرار التذوق


للسان وظيفة ادعى للمحافظة عليه، واعجب من ارسال الكلمات وهي «التذوق» فلسان الانسان مقسم الى اربع مناطق رئيسية لتذوق الطعام من خلال الخلايا الصغيرة وهي كالتالي:

> طرف اللسان يتذوق المواد المالحة.

> وسط اللسان يتذوق المواد الحلوة.

> المنطقة الخلفية من اللسان تتذوق الاشياء المرة.

> اما الجانبان فيتذوقان المواد الحامضية.

وتجري عملية التذوق «عن طريق تولد تيار كهروكيميائي ضعيف.. يمر هذا التيار خلال الالياف العصبية ليصل الى جزء معين في المخ منبها الى وجود طعم او مذاق معين في الفم!» كما ان تقادم عمر الانسان قد يضعف قوة النظر والاذن الا حاسة التذوق فانها تحتفظ بقوتها الى نهاية عمر الانسان!
__________________


من مقالات أ.محمد النغيمش


تقبلوا احلى تحية من اختكم طيبه

SHAIMMAA
12-23-2008, 01:49 PM
شكرا لك أخت طيبه على هذا الموضوع القيم
جزاك الله خيرا

طيبه
12-23-2008, 02:37 PM
اشكرك يا شيماء على المرور والتعليق الجميل...

mohamed.a
12-23-2008, 03:16 PM
رحم الله امرءا قال خيرا فغنم او سكت فسلم.
بارك الله فيك .... ياطيبة على هذا الموضوع المميز
والنقل الرائع ... هنا يحضرني كلام - خير الأنام -
عليه أفضل الصلاة والسلام ، قال : أوصاني ربي بسبع
أوصيكم بها ... ومن بينها هذه الوصية
( أن يكون صمتي فكرا ، ونطقي ذكرا ، ونظري عبرا . )

شكرا لك تقبلي تحياتي الخالصة

طيبه
12-23-2008, 09:29 PM
بارك الله فيك يامحمد على الاضافة القيمة..

مع خالص شكري لمرورك الكريم..

عصام قاسم
12-24-2008, 10:19 AM
الأخت الكريمة طيبة ... جزاك الله خيرا على هذا المقال الممتاز ...

طيبه
12-24-2008, 05:15 PM
اخي عصام جزاك الله خير على المرور الكريم..