SHAIMMAA
04-09-2010, 02:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الطفل القائد
من نافلة القول أن الإنسان يولد وهو يحمل الصفات الوراثية من والديه بقدر ما، مع اختلافات بين شخص وآخر، حتى بين الأشقاء في الأسرة الواحدة . ويعد الذكاء من أهم الصفات المرغوبة لدى الآباء والأمهات ويتمنون أن يولد لهم أبناء أذكياء. ومن الطبيعي أن يكتسب كل مولود نسبة معينة من الذكاء، ولكن المؤكد أن القدرة على التفكير لدى الطفل يمكن تنميتها وتعهدها بالرعاية من قبل الوالدين أو من قبل القائمين على رعاية الطفل وتعليمه.
ولأهمية أن يمتاز الأبناء بالذكاء والفطنة والقدرة على تحليل الأمور والربط بينها وتدبر أمورهم بأنفسهم، برع علماء الرياضيات في ابتكار المسائل الرياضية التي تدرب التلاميذ على إعمال تفكيرهم وإطلاق طاقاتهم الذهنية. ولذا نجد في الفصول الدراسية أن التلاميذ يتفاضلون في معظم المواد الدراسية، ولكن مادة الرياضيات تكتسب الأهمية الأكبر في تحديد مستويات الذكاء والفطنة والقدرة على التفكير وإيجاد الحلول والبدائل للمسائل الرياضية المتنوعة.
لقد تنبّه العلماء اليابانيون لأهمية ذلك فاعتمدوا وسائل عديدة لتعليم الأطفال طرائق العصف الذهني، وأخذوا يعقدون لهم جلسات خاصة في الفصول الدراسية، لتعلم الوسائل والأساليب التي من شأنها أن تسهم في تنمية طلاقة التفكير لديهم منذ الصغر. ومن منا ينكر مدى التقدم العلمي الهائل الذي حققه اليابانيون في مختلف مجالات العلم والصناعة الإلكترونية. وما كان ذلك ليتحقق لولا وجود تقنية تعليمية متقدمة في المدارس والمعاهد العلمية والجامعات.
إن مؤسسات التربية والتعليم الحكومية والأهلية منها في الوطن العربيمدعوة إلى الأخذ بالأسباب المؤدية إلى تنمية الميول الإبداعية عندالأطفال، وإيلاء هذه المهمة إلى مؤسسات وهيئات متخصصة تعنىبتوفير الوسائل والإمكانيات اللازمة للأطفال بشكل عام والموهوبين بشكلخاص، فالاهتمام ينبغي أن لا يقتصر على الموهوبين، فلا يمكن معرفةمتى تتطور المواهب ومتى تبرز عند الأطفال. لذا فإن التركيز على فئة دون أخرى يحرم المجتمع من مواهب قد تضمحل أو تخبو إذا أهملت، وبالتأكيد فإنها ستنضج وتثمر إذا وجدت العناية اللازمة.
ومن التوصيات التي يجدر أخذها بعين الاهتمام والرعاية، في هذا المجال ما يأتي:
1- أن يتكامل دور البيت مع المدرسة، في رعاية وتنمية طلاقة التفكير لدى الأطفال منذ سنوات عمرهم الأولى، ويمكن عقد برامج موجهة للآباء والأمهات في هذا المجال.
2- توفير برامج تدريبية للمعلمين متخصصة في وسائل تطوير الإبداع عند الأطفال.
3- أن تقوم المؤسسات العلمية لدينا بابتكار الوسائل والأدوات اللازمة لتهيئة المناخ الملائم لهذا التوجه وتتعهده بالرعاية والدعم المادي والمعنوي.
4- قيام المؤسسات ذات العلاقة بدور ريادي في تطوير برامج متلفزة للأطفال من قبل متخصصين في مجال تنمية التفكير والإبداع، وتوفير آليات التواصل الفاعل مع الأطفال في هذه البرامج الهادفة، نظراً لإقبال الأطفال على متابعة البرامج الموجهة لهم لما فيها من ترفيه وتشويق.
5- تشجيع نشر الكتيبات المصورة، وقصص أدب الأطفال التي تعنى بتنمية التفكير، والكتيبات الخاصة بعرض قصص المبتكرين والمتميزين من العلماء، بأسلوب شيّق ومناسب لمرحلة الطفولة، وتوفيرها بأسعار مناسبة، فضلاً عن توفيرها في المكتبات المدرسية، ومكتبات الأطفال العامة.
6- تأسيس هيئة رسمية خاصة تتولى رعاية الأطفال المتميزين والموهوبين وتشجيعهم، من خلال الاهتمام بإبداعاتهم وتوفير المناخ الملائم لتطويرها، وتقديم الحوافز المناسبة لهم.
7- إقامة مهرجانات سنوية لعرض إبداعات الأطفال، يدعى لحضورها طلبة المدارس في المراحل العمرية، ويجري التحضير لها بشكل متكامل.
إن إنتاج وإدارة برامج ريادية تُعنى بتنمية التفكير وإشاعة روح الإبداع عند للأطفال من شأنها بإذن الله أن تسهم في إخراج أجيال أقدر على مواجهة تحديات المستقبل، لا بل أقدر على صناعة الحياة، أجيال فاعلة تضم مبتكرين ومبدعين ومبادرين، لا منفعلين مقلدين يكتفون بالتلقي. والفرق -بلا شك- كبير بين الحالتين؛ كما أن الجهد المبذول في الاتجاه الجديد لن يكلف الكثير إذا توفر الإيمان بجدواه، جنباً إلى جنب مع المبادرة والحكمة في التنفيذ.
منقول
مع تحياتى
الطفل القائد
من نافلة القول أن الإنسان يولد وهو يحمل الصفات الوراثية من والديه بقدر ما، مع اختلافات بين شخص وآخر، حتى بين الأشقاء في الأسرة الواحدة . ويعد الذكاء من أهم الصفات المرغوبة لدى الآباء والأمهات ويتمنون أن يولد لهم أبناء أذكياء. ومن الطبيعي أن يكتسب كل مولود نسبة معينة من الذكاء، ولكن المؤكد أن القدرة على التفكير لدى الطفل يمكن تنميتها وتعهدها بالرعاية من قبل الوالدين أو من قبل القائمين على رعاية الطفل وتعليمه.
ولأهمية أن يمتاز الأبناء بالذكاء والفطنة والقدرة على تحليل الأمور والربط بينها وتدبر أمورهم بأنفسهم، برع علماء الرياضيات في ابتكار المسائل الرياضية التي تدرب التلاميذ على إعمال تفكيرهم وإطلاق طاقاتهم الذهنية. ولذا نجد في الفصول الدراسية أن التلاميذ يتفاضلون في معظم المواد الدراسية، ولكن مادة الرياضيات تكتسب الأهمية الأكبر في تحديد مستويات الذكاء والفطنة والقدرة على التفكير وإيجاد الحلول والبدائل للمسائل الرياضية المتنوعة.
لقد تنبّه العلماء اليابانيون لأهمية ذلك فاعتمدوا وسائل عديدة لتعليم الأطفال طرائق العصف الذهني، وأخذوا يعقدون لهم جلسات خاصة في الفصول الدراسية، لتعلم الوسائل والأساليب التي من شأنها أن تسهم في تنمية طلاقة التفكير لديهم منذ الصغر. ومن منا ينكر مدى التقدم العلمي الهائل الذي حققه اليابانيون في مختلف مجالات العلم والصناعة الإلكترونية. وما كان ذلك ليتحقق لولا وجود تقنية تعليمية متقدمة في المدارس والمعاهد العلمية والجامعات.
إن مؤسسات التربية والتعليم الحكومية والأهلية منها في الوطن العربيمدعوة إلى الأخذ بالأسباب المؤدية إلى تنمية الميول الإبداعية عندالأطفال، وإيلاء هذه المهمة إلى مؤسسات وهيئات متخصصة تعنىبتوفير الوسائل والإمكانيات اللازمة للأطفال بشكل عام والموهوبين بشكلخاص، فالاهتمام ينبغي أن لا يقتصر على الموهوبين، فلا يمكن معرفةمتى تتطور المواهب ومتى تبرز عند الأطفال. لذا فإن التركيز على فئة دون أخرى يحرم المجتمع من مواهب قد تضمحل أو تخبو إذا أهملت، وبالتأكيد فإنها ستنضج وتثمر إذا وجدت العناية اللازمة.
ومن التوصيات التي يجدر أخذها بعين الاهتمام والرعاية، في هذا المجال ما يأتي:
1- أن يتكامل دور البيت مع المدرسة، في رعاية وتنمية طلاقة التفكير لدى الأطفال منذ سنوات عمرهم الأولى، ويمكن عقد برامج موجهة للآباء والأمهات في هذا المجال.
2- توفير برامج تدريبية للمعلمين متخصصة في وسائل تطوير الإبداع عند الأطفال.
3- أن تقوم المؤسسات العلمية لدينا بابتكار الوسائل والأدوات اللازمة لتهيئة المناخ الملائم لهذا التوجه وتتعهده بالرعاية والدعم المادي والمعنوي.
4- قيام المؤسسات ذات العلاقة بدور ريادي في تطوير برامج متلفزة للأطفال من قبل متخصصين في مجال تنمية التفكير والإبداع، وتوفير آليات التواصل الفاعل مع الأطفال في هذه البرامج الهادفة، نظراً لإقبال الأطفال على متابعة البرامج الموجهة لهم لما فيها من ترفيه وتشويق.
5- تشجيع نشر الكتيبات المصورة، وقصص أدب الأطفال التي تعنى بتنمية التفكير، والكتيبات الخاصة بعرض قصص المبتكرين والمتميزين من العلماء، بأسلوب شيّق ومناسب لمرحلة الطفولة، وتوفيرها بأسعار مناسبة، فضلاً عن توفيرها في المكتبات المدرسية، ومكتبات الأطفال العامة.
6- تأسيس هيئة رسمية خاصة تتولى رعاية الأطفال المتميزين والموهوبين وتشجيعهم، من خلال الاهتمام بإبداعاتهم وتوفير المناخ الملائم لتطويرها، وتقديم الحوافز المناسبة لهم.
7- إقامة مهرجانات سنوية لعرض إبداعات الأطفال، يدعى لحضورها طلبة المدارس في المراحل العمرية، ويجري التحضير لها بشكل متكامل.
إن إنتاج وإدارة برامج ريادية تُعنى بتنمية التفكير وإشاعة روح الإبداع عند للأطفال من شأنها بإذن الله أن تسهم في إخراج أجيال أقدر على مواجهة تحديات المستقبل، لا بل أقدر على صناعة الحياة، أجيال فاعلة تضم مبتكرين ومبدعين ومبادرين، لا منفعلين مقلدين يكتفون بالتلقي. والفرق -بلا شك- كبير بين الحالتين؛ كما أن الجهد المبذول في الاتجاه الجديد لن يكلف الكثير إذا توفر الإيمان بجدواه، جنباً إلى جنب مع المبادرة والحكمة في التنفيذ.
منقول
مع تحياتى