تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلطان بلا سلطنة..سلطان الأباريق



حياة سعد
02-18-2010, 12:59 AM
يحكى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الاشراف على الأباريق لحمام عمومي،

والتأكد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته

ثم يرجع الابريق الى صاحبنا، الذي يقوم باعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.



في إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلا فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق

نحو دورة المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة اليه فرجع الرجل على مضض،

وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه،

فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي يسلم الإبريق

سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق،

فقال مسؤول الأباريق بتعجب: إذن ما عملي هنا؟!



إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى

مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج الى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق!



إن سلطان الأباريق موجود بيننا وتجده أحياناً في الوزارات أو في المؤسسات أو

في الجامعات أو المدارس أو في المطارات، بل لعلك تجده في كل مكان تحتك فيه مع الناس!



ألم يحدث معك، وأنت تقوم بانهاء معاملة تخصك، أن تتعطل معاملتك لا لسبب الا لأنك

واجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال بعد ساعتين،

ثم يضعها على الرف وأنت تنظر، مع أنها لا تحتاج الا لمراجعة سريعة منه

ثم يحيلك الى الشخص الآخر، ولكن كيف يشعر بأهميته الا اذا تكدست عنده المعاملات

وتجمع حوله المراجعون.. انه سلطان الأباريق يبعث من جديد!



إنها عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص بالقوة والتحكم بخلق الله!

إن ثقافة سلطان الأباريق تنسحب أيضا على المدراء والوكلاء والوزراء..

تجدها في مبادئهم حيث إنهم يؤمنون بالتجهم والشدة وتعقيد الأمور ومركزيتها

لكي يوهموك بأنهم مهمون، وما علموا أن أهميتهم تنبع من كراسيهم أكثر من ذواتهم!!


ولقد جاء في الحديث الشريف

(اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق على أمتي فشق عليه) ،

ولكنك تستغرب من ميل الناس الى الشدة والى التضييق على عباد الله في كل صغيرة وكبيرة،

ولا نفكر بالرفق أو اللين أو خفض الجناح، بل نعتبرها من شيم الضعفاء!



إنها دعوة لتبسيط الأمور لا تعقيدها ولتسهيل الاجراءات لا تشديدها وللرفق بالناس

لا أن نشق عليهم، ولكم نحن بحاجة للتخلص من عقلية سلطان الأباريق

(وما أكثرهم في هذا الزمان)،

وهونها وتهون.

روان2008
03-03-2010, 03:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع أكثر من رائع أختي ويستحق القراءه .


شكرآ لك .

مهندالشيخلي
03-20-2010, 09:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أختي همس المشاعر المحترمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع لطيف سعدت به - ووجدت من الفائدة أن أعرج على هذا السلطان, سلطان الأباريق, وكيف أصبح سلطانا للأباريق.

هذا كان ضابطا كبيرا بجيش بلده, وكان في خدمته نشيطا وعسكريا كاملا بكل معنى الكلمة (عسكر أيام زمان, أيام العز), أحيل على التقاعد ولم يعد ذلك العسكري, الذي يأمر وينهي و ينتر و يشخط ويأمر فيطاع.

بعد مرور أيام قليلة على تقاعده بدأت تظهر عليه علامات الاكتئاب وأخذ يفقد نشاطه, إلى أن مرض و أنجلط وأنشل وأحتار الأطباء به وكذلك أحتار أهله به, ولكن عناية الله جمعته وأهله الملهوفين على والدهم بطبيب خبر الحياة كما خبر علم الطب, فنصح عليهم أن يناط به أمر أباريق مسجد المنطقة, وهكذا اصبح مسئولا عنها.

والتكملة كما ذكرتها حضرتكم في مقدمة موضوع الممتاز.

ولكن يا أختي أخذت جزأ الفارغ من الكأس (من القصة) في موضوعك وأستشهدتي به, ولم تعيري أهتماما للجزء المملوء من الكأس - ليس عيبا هذا وليس أنتقادا , أنها وجهة نظركم وهي صحيحة 100% من الزاوية التي كنت تنظرين منها.

هناك رأي معاكس وليس مخالف وهناك حكمة أدارية قد يغفل عنها الشباب عادة, كما كنت قد غفلت عنها شخصيا أيام زمان.

الحكمة ألأداريه بالموضوع - هو إيجاد المتقاعد لنفسه إي عمل يشغل به نفسه بعد تقاعده, أو إيجاد له أي عمل يشغله, ولقد ألتفت البدان المتقدمة من العالم لهذا الجانب, وأناطت بهؤلاء المتقاعدين مهمات بسيطة في ظاهرها, كبيرة في غايتها وعظيمة في نتائجها.

وفقك الله ورعاك.

وأرجوا سعة صدرك علي وحسن فهمك لي ولوجهة نظري


تحياتي وداعيا لك بالتوفيق والنجاح

مهند الشيخلي

حياة سعد
03-22-2010, 12:44 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لتواجدك الجميل واسعدك الرحمن أختي الفاضلة روان

وجزيل الشكر ايضا لتواجد اخي الكريم مهند..
واحب بأن أنوه ان الموضوع منقول وليس من كتاباتي بارك الله بك وبالجميع

مع ارق التحايا