تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا أتبعك؟... (4) اختباراتٍ لأهلية القائد



عصام قاسم
12-15-2008, 09:01 AM
لماذا أتبعك؟... (4) اختباراتٍ لأهلية القائد- ديفيد ميلر
هل أنت محترفٌ يعتمد على ذاته و يعرفُ أن نجاحه يعتمد على قيادته لمحترفين آخرين؟ قد تكونُ قائداً لفريقٍ استشاري، أو لقسمٍ في شركتك، أو لفريق مبيعات أو لأية مجموعة من الموظفين التشغيليين... و أياً كانت الحالة يبقى اكتساب مقدرة القيادة مهمةً صعبةً لا بدَّ من تحقيقها.

قبل التمكن من تطبيقِ تأثيرٍ فعال على الآخرين عليك تلبية عدة معايير صارمة تخوِّلكَ الإجابةَ على هذا السؤال الذي لا بدَّ من أن يطرحه تابعوك: "لماذا ينبغي علينا أن نتبعك؟" و حسبَ ديفيد ميستر مؤلف كتاب الاحترافية الحقيقية True Professionalism فإنَّ على القائد النجاح في أربعةِ اختباراتٍ أساسية كي يجيبَ على ذلك السؤال.

1- اختبار الدوافع Motives:
إن أياً من تابعيك لا يمكن أن يتقبلَ تأثيرك و توجيهاتك ما لم تقدم له البرهان على التزامك بنجاح المجموعة كلها و ليس نجاحك الشخصي و حسب.

إن مهمة القائد الأساسية هي مساعدة الآخرين على النجاح، و إذا لم يثق التابع بدوافعك فإنَّ أيَّ أمرٍ آخر لا يمكن أن يجدي في سدِّ هذه الثغرة، و إذا كانَ الشكُّ في المصداقية موجوداً فإنَّ كلَّ المقومات الأخرى ستصبح هباءً منثوراً.

كيف تقنع تابعيك بسلامة دوافعك و غاياتك؟ لا يمكنك أن تقوم بذلك أبداً مهما تحدَّثت! بل أفعالك هي التي تقنع!

سل نفسك: هل أنتَ معتادٌ على مساعدة أعضاء الفريق الآخرين بوقتك و أفكارك و دعمك و إن لم يكن من وراء تلك المساعدة حصيلةٌ مباشرةٌ تعود عليك؟ هل تذكرُ أمثلةً فعليةً وضعتَ فيها مصالح الغير قبل مصالحك؟

كيف يبدو سجلك كعضوٍ في الفريق؟ هل تنوِّر الأعضاء بالمعلومات اللازمة؟ هل تعلِّم و ترشِد؟

2- اختبار القيم Values:
بعدَ أن يطمئنَّ التابعون إلى دوافعك فإنَّ السؤال التالي الذي يريدون الإجابة عليه هو "ما هيَ قيمك الأساسية؟"

عندما يعتقد التابعون بوجودِ أهدافٍ مشتركةٍ بينهم و بين قائدهم فإنَّ أثرَ هذا الاعتقاد لا يتوقفُ عندَ فتح الطريق لاستجابتهم لتأثيره و تقبلهم لتوجيهاته وحسب، بل إنه يلهمهم و يحفِّزهم نحو المزيد من الحركة و الانطلاق.

يريدُ الناس اتّباع قائدٍ لديه قيمٌ متبلورةٌ واضحةٌ و مستقرة حتى يمكنهم هم أيضاً الارتكازُ عليها و التعلُّمُ منها. و لا يمكنُ لأي إنسانٍ القبولُ باتّباع قائدٍ لا تحركه المبادئ و إنما يسير كيفما شاء له الهوى و كيفما تدفعه الظروف.

وفي هذا الاختبار أيضاً لا يمكنك تحقيقُ أيِّ شيءٍ بالقول و الإقناع الكلامي و إنما عليك ترك الحديث كلَّه لأفعالك.

هل يراك أعضاء الفريق و أنت تتقبلُ الخسائر الشخصية في سبيل الالتزام بالمبادئ؟ هل يراك الموظفون و أنت ترفض البحث والمناقشة لترقيةٍ أو صفقةٍ محتملة فقط لأنَّ متابعة ذلك تعني الإخلال بقيمك؟ عندما تُعرضُ عليك مهمةٌ جديدة لا ينبغي قبولها فماذا تصنع؟ هل ترفضها بصراحة و تبينُ أنها تتجاوز طاقة الفريق و سوف تضر بجودة العمل، أم تتبع ما يقوم به الكثيرون من قبول أيِّ ربحٍ إضافي طالما أنه لا يضرُّ بالجودة ضرراً يمكن اكتشافه و لا يعرِّضهم للمحاسبة شخصياً؟

3- اختبار المقدرة Competence:
بعدَ أن يطمئن التابعون إلى دوافعك و قيمك و رؤيتك للطريق الصحيح فإنهم يحتاجون أيضاً إلى الاطمئنان إلى مقدرتك على سلوك ذلك الطريق فعلاً. إنهم يحتاجون إلى أفكارك الجديدة البناءة لتحسين الأمور.

إننا نسمع دائماً أن القائد لا بدَّ من أن يكون لديه رؤية، و لكن مهلاً! أليست الرؤية هيَ المطلبَ الأيسرَ منالاً؟

أليسَ سهلاً أن نقول هيا يا شباب! فلنكن في الطليعة... فلنعمل عملَ فريق متضامن!...

أجل الكلمات سهلة! و معظم القادة يجيدونَ صياغة العبارات الكبيرة ذاتها... و الفرق الحقيقي و الصعوبة الحقيقية إنما تبدو عندَ الحاجة إلى ابتكار الطرق الفعلية لتحقيق تلك الأهداف و تحويل الكلمات إلى واقعٍ ملموس!

أين هيَ منجزاتك الفعلية؟ ما هي التغييرات و الأدوات التي أدخلتها على طرق العمل القديمة؟ ما هو سجلُّك الإبداعي في تسيير أيِّ قطاعٍ من قطاعات العمل؟

4- اختبار الأسلوب Style:
بعدَ نجاحك في كلِّ الاختبارات السابقة فإنَّ التابعين ما يزالون بحاجةٍ إلى الاطمئنان إلى أسلوبك في تحقيق أفكارك و تطبيق خططك و أدواتك. إنَّ القائد المتميز هو الراعي coach المتميّز! إنَّه الذي يساعد كلِّ أعضاء الفريق على استكشاف و تفعيل طاقاتهم إلى أقصى الحدود، و يساعدهم على تحقيق أهدافهم.

إنَّ الراعي الناجح المتميِّز ينبغي أن يتمتع بصفتين اثنتين تبدوان و كأنهما متناقضتان! إذ يجبُ عليه أن يكونَ مؤازِراً متفهِّماً و مقدماً للاحتياجات، و يجبُ عليه في الوقت ذاته أن يكونَ متطلِّباً دونَ توقُّف و غيرَ قانعٍ بالهدف والأداء الحاليين و إنما يحثُّ الأنظار و العزائم على التوجه نحو الهدف التالي الأصعب و الأبعد و الأرقى!

يجبُ عليك أن تتقن المهارتين السابقتين مجتمعتين! لأنك إذا كنتَ شديد التطلب دون مراعاة فإنك ستبدو كقائدٍ عسكريٍ مستبد! و إذا كنت شديد المراعاة دونَ تطلَّب فإنَّك ستبدو ضعيفاً تائهاً و في كلتا الحالتين لن يرحب أحدٌ باتباعك! إنَّ الناس يريدون قائداً ناقداً و عطوفاً، ودوداً و ذكياً صريحاً، إنهم يريدون متحدياً داعماً!

إنَّ القائد الحقيقي ليس الذي يبني عملاً ناجحاً و إنما هوَ من يبني منظمةً ناجحة تقدرُ على بناء و تسيير العديد من الأعمال الناجحة.

وهكذا عليك التركيز على بناء المجموعة و عليك الاستعداد لأن يكونَ نجاحُ هذه المجموعة هو مصدر سرورك و فخرك ورضاك! وتحقيقُ ذلك مرهونٌ بمواقفك و سلوكك و هو ليس موهبةً فطريةً لا يدَ لكَ في حضورها أو غيابها!
منقول
لا تنسوني من صالح الدعاء
____________________________________
(رب اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين و المؤمنات)
(كونوا مع الناس كالشجر .. يرمونه بالحجارة و يرميهم بالثمر)

mohamed.a
12-15-2008, 03:31 PM
جزاك الله خيرا أخ عصام

على هذه النقلة الرائعة والمفيدة ..
الصفات التي ذكرتها أخ عصام تكاد تكون منعدمة تماما في مجتمعاتنا
المشكلة ليست في الشخص - القائد - وانما في الأليات والمقاييس المتبعة
في تنصيب الشخص واعطائه صفة القائد ، هنا تتأكد لنا مقولة ( فاقد الشيء -
لايعطيه ) هنا تظهر بوضوح مدى التناقض الصارخ بين هذا القائد
والصفات التي ذكرتها ...

تحياتي اليك ..

المستشار
12-15-2008, 06:38 PM
السلام عليكم


أخي عصام محمد


موضوع هام جدا واكثر ما اعجبني




لأنك إذا كنتَ شديد التطلب دون مراعاة فإنك ستبدو كقائدٍ عسكريٍ مستبد! و إذا كنت شديد المراعاة دونَ تطلَّب فإنَّك ستبدو ضعيفاً تائهاً



سلمت يداك
والله يوفقك

عصام قاسم
12-16-2008, 07:57 AM
أخي الكريم / محمد .. جزاك الله خيرا و بارك الله فيك .. أسعدني مرورك الكريم و إضافتك الرائعة ... شكرا لك ... تحياتي

عصام قاسم
12-16-2008, 07:59 AM
أستاذي الكريم / المستشار ... سعدت بمرورك الكريم و فرحت بدعائك .. وفق الله الجميع لما فيه رضاه

SHAIMMAA
08-05-2010, 03:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخى