المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التدريب والتأهيل العملي في العصر الرقمي



SHAIMMAA
12-14-2008, 04:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


التدريب والتأهيل العملي في العصر الرقمي


ان العصر الذي نحيا ، عصر تقنية المعلومات ، عصر التحول من اقتصاد الموجودات الى اقتصاد المعلومات او الاقتصاد القائم على المعرفة ، ابرز واهم سماته ، بل اهم متطلباته ، التوظيف المتنامي لوسائل الحوسبة والاتصال في مختلف مناحي الحياة ، والاعتماد المتزايد على تقنية المعلومات في الاداء والخدمة والانتاج ، وهو ما ادى ويؤدي الى توسع برامج التعليم والتدريب في حقل تقنية المعلومات بمختلف فروعه . واذا كان ثمة حاجة ماسة في الاردن والبيئة العربية لتعليم اكاديمي متميز في حقل تقنية المعلومات بمختلف الفروع والميادين ، فان الحاجة اكثر الى تاهيل قطاعات المجتمع المختلفة – تاهيلا عمليا- للتواؤم مع عصر تقنية المعلومات ، ومن هنا يتخذ التدريب العملي والتطبيقي على مسائل وموضوعات تقنية المعلومات اهمية استثنائية ، ولنا في التجارب المقارنة مثلا يحتذى ، اذ رغم شيوع برامج التعليم الاكاديمي في الغرب في حقل التكنولوجيا عموما ، الا ان ذلك لم يغن عن انتهاج الدول المتقدمة خططا شاملة – بعيدا عن الشعارات المفرغة من محتواها - لاعداد وتاهيل مواطنيها بمختلف تخصصاتهم ووظائفهم لاستخدام وتوظيف التقنية والاعتماد عليها ، وقد مثلت تجربتي ايرلندا وفنلندا من بين الدول الاوروبية ، وتجربة الهند من بين الدول النامية ، تجارب مضيئة في هذا الحقل ادت الى ان تكون مخرجاتها موظفون ومهنيون مأهلون للتعامل مع عصر المعلومات.


ان اعتماد الوطن العربي على الايدي الماهرة والخبرات المتميزة في حقل تقنية المعلومات لا يزال رهنا بالاتجاه نحو الاخرين ، ومبرر ذلك لدى الكثيرين غياب القدرات المميزة للشباب العربي في هذه الحقول ، غير ان مستقبل الامة العربية رهن باعتمادها على ابنائها وقدرة هؤلاء على تقديم الاجود مقارنة بما يقدمه الاخرين ، لهذا تبرز اهمية التركيز على الشهادات التطبيقية في حقول تقنية المعلومات ، اذ لذلك دور حاسم واهمية بالغة في بناء الثقة لدى ابناء الامة بانفسهم وبناء الثقة لدى مؤسسات الامة بابنائها ، اضف الى ذلك ان من شان هكذا شهادات ان تفتح فرص العمل للحاصلين عليها ، وهي ميزة ستجعل اللجوء الى الجهات التي تقدمها امرا مرغوبا به ومتزايدا يوما بعد يوم .


ومن حق اطفالنا الذي يواجهون كل يوم مخترعات جديدة في حقل التقنية ، ان تكون علاقتهم بتقنية المعلومات علاقة سلسة منظمة لا علاقة عشوائية مرتبكة ، ومثل هذه العلاقة لا تقوم الا من خلال الادراك المبكر لمحتوى تقنية المعلومات ومسايرة الجيل بشكل نظامي لفتوحاتها المتزايدة وتطبيقاتها المتغيرة يوما بعد يوم ، وهو ادراك مخطط ونظامي وليس عشوائيا او ارتجاليا كما هو واقع الحال ، ومن هنا فان تمليك الجيل الصغير اساس التعامل السليم مع وسائل تقنية المعلومات سيتيح له صورة واضحة عندما يتخذ قرار الدراسة او العمل في المستقبل ، ولعل هذه اكثر المسائل مدركة لدى اسر مجتمعاتنا العربية ، لكنها ليست بالمستوى المطلوب لدى مؤسساتنا العلمية والاكاديمية والتاهيلية .


وفي ميدان التعامل مع عصر المعلومات ، متطلباته ومقتضيات التواؤم معه ، فان مجتمعاتنا العربية تعاني بشكل اساسي من غياب التاهيل التطبيقي الفاعل ، ومرد ذلك التركيز المحموم على البعد النظري والاكاديمي غير المتوازن مع البعد التطبيقي ، وهذه بحق مشكلة المساقات والخطط الاكاديمية للجامعات والكليات والمعاهد العربية ، وهذا ما يفسر التناقض الحاد بين توفر المتعلمين وغياب فرص العمل ، لان المعرفة النظرية ليست كافية لتحقيق فرص عمل جدية وحقيقية ، وهو ما يفسر ايضا حالة التشاؤم من الوضع القائم وعدم الثقة بقدرتنا على اداء دور مميز .


ان من شان التدريب والتاهيل ان يتيح فرصا حقيقة للعمل ، وان يملك المهني والموظف فرصة التعاطي مع الجديد في بيئة العمل والانتاج ، ولهذا يزداد يوما بعد يوم الثقة بضرورة نشوء مؤسسات مؤهلة للتدريب والاعداد العملي . وبالمقابل ، فان الساحة العربية تخلو فعليا من هكذا مؤسسات ، والمتوفر منها لا يفي بالغرض عوضا عن انه في حالات كثيرة لا يقدم الجديد والفاعل وتكاد وسائله تقترب من الاداء النظري اكثر مما تحقيق بعد تطبيقي مميز .


اذن ، وحيث تتوفر الحاجة الى هكذا مؤسسات ، واذا ما حققت هذه المؤسسات ثقة لدى الاخرين بجودة برامجها واجادتها اختيار الموضوعات المطلوبة ، فان مشروعات التدريب المتقدم في حقل تقنية المعلومات ، وبناء الخطط لتعميمها واتاحتها لمختلف فئات المجتمع يعدو ضرورة ملحة ويكون واحدا من ركائز الدخول السلس والانسياب الى العصر الرقمي . وهذه دعوة الى وقوف هيئات القطاع الخاص المعنية والهيئات الحكومية المعنية وفي مقدمتها وزارات التعليم والتخطيط والاتصالات والعمل والتنمية الادارية على هذه الحاجة ، وهي دعوة لان ينتج هذا الوقوف استراتيجية وطنية شمولية للتعليم والتدريب والتاهيل في حقول تقنية المعلومات المختلفة من شانها ان تنقلنا من مرحلة الشعارات والاماني الى مرحلة الفعل والانجاز.

مع تحياتى

عصام قاسم
12-14-2008, 10:13 AM
الأخت الكريمة / شيماء ... جزاك الله خيرا
من وجهة نظري المتواضعة أن مشكلتنا الأساسية هي تشخيص الداء ... تحديد الإحتياجات الحقيقية للنهضة ... و الإستفادة من إمكانات أمتنا المبعثرة هنا و هناك ... فلدى المسلمين كثير من العلماء في مختلف المناحي لكن لم تتم الإستفادة المثلى منهم.
تحياتي

SHAIMMAA
12-14-2008, 07:40 PM
والله انت لخصت المشكلة فعلا يا أخ عصام

شكرا لمرورك الكريم

طيبه
12-16-2008, 11:54 AM
جزاك الله خير على الموضوع..

تحياتي لك اختي العزيزة..

SHAIMMAA
12-16-2008, 07:45 PM
شكرا لك أخت طيبه