المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [[ في الإدارة .. لا تنس أن هناك آخرين! ]]



عبدالرحمن الدويرج
08-13-2009, 07:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في الإدارة .. لا تنس أن هناك آخرين!


لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل بين المؤسسة والمجتمع المحيط بها؛ فهي جزء لا يتجزأ من البيئة المحيطة، ويمكن القول: إن المؤسسة "مجتمع صغير" يحمل نفس قواعد المجتمع الأكبر، والأهم من ذلك هي العلاقة التبادلية بين المجتمع والمؤسسة.


و لبلوغ الأهداف المحددة للمؤسسة لابد من تحديد المدخلات من أيدٍ بشرية ومواد فنية وتقنية، والعمل من خلال الدور الوظيفي المحدد لكل فرد داخل المؤسسة للوصول إلى مخرجات تتمثل في أفكار أو سلع أو خدمات، ويأتي دور الإدارة هنا في الحفاظ على انسيابية العمل وتطويع العوامل وتطبيعها للوصول إلى الأهداف، ومما يؤثر على كفاءة العمل هو مدى كفاءة الأفراد المشاركة فيها، وقدرتهم على تحديد الأهداف وضمان تحقيقها، والالتزام بها.


ولعل أهم ما يواجه عنصر الإدارة من صعوبات هو التعارض بين حاجة الأفراد العاملين وأهداف المؤسسة، ولا تخلو مؤسسة واحدة من هذا المأزق، ولكن تبرز مؤسسة عن أخرى في مدى قدرتها على استيعاب مطالب الأفراد وتوفيقها في تحقيق أهداف المؤسسة، دون تحقيق أيهما على حساب الآخر.


الفرد أساس الإدارة


يمكن القول ـ إن صح التشبيه ـ: إن المؤسسة تماماً كالبنيان، كما أنه يظهر في هيئته النهائية كلاً متكاملاً في هيئة واحدة فهو يعتمد في الأساس على وحدات صغيرة (اللبنة) لابد أن تترابط فيما بينها لكي يقوم البنيان، ويصعد إلى السماء، تماماً كالمؤسسة؛ فلكي تنجح وتتطور لابد من أفراد يمثلون عناصر تلعب أدوارها في إنجاح العمل، ولا يمكن للمؤسسة أن تستمر وتتطور دون العنصر البشري الذي يمثل اللبنة الأساسية في البناء الإداري.


ولا يستطيع أن ينسى أحد أن العامل هو عنصر بشري يحمل أهدافاً، وله دوافع قد تختلف عن دوافع المؤسسة، ولعل ثاني أهم الصعوبات التي تواجه الإدارة الناجحة هي قدرتها على تحقيق أهدافها، وفي ذات الوقت عدم إهمال أهداف الفرد، والمقصود بالأهداف هنا ليست فقط المادية، وإنما تشمل المعنوية أيضاً، ومنها الإيجابية كما أن فيها السلبية، ولعل أنجح السبل وأكثرها إيجابية هو إيجاد جو نفسي بين الفرد والإدارة قائم -في الأساس- على الاحترام المتبادل والتطلع إلى الأحسن.


ويبرز دور المدير الناجح ليس فقط في التأكُّد من الانضباط في العمل وتوزيع الأدوار، ولكن قدرته أيضاً على إيجاد الجو الاجتماعي المبني على التنافسية، وإعطاء الفرد الإحساس بقيمته في نجاح العمل، وعدم بث روح التخاذل بين العاملين، فالتحدي الأكبر للإدارة هو المنافسة في الإنتاجية المرتفعة الكفاءة، والقادرة على اختراق السوق.


العمود الفقري للمؤسسة


وإذا كان الحديث يدور حول الحوار بين الإدارة والفرد العامل، فلا بد ألاّ تغفل المؤسسة عن عناصر التواصل بين الطرفين والتي تلعب دوراً هاماً في تحقيق التفاهم والوصول للأهداف المعنية لكل الأطراف.


ومن المعروف أن المؤسسة عبارة عن وحدة فنية اجتماعية تتكون من مجموعة من الأدوار المتداخلة التي يلزم أداؤها لبلوغ أهداف محددة، والدور عبارة عن مجموعة من التوقعات التي يحملها الآخرون تجاه لاعب الدور بالإضافة إلى توقّعات الفرد عن نفسه، وتوقعات الإدارة بالنسبة إليه.


وأنجح المؤسسات في سوق العمل هي المؤسسات القادرة على فتح طرق التواصل بين جميع الأفراد والقضاء على المركزية القاتلة من خلال الحوار والاجتماعات بين الرؤساء والمرؤوسين، واتخاذ بعض الإجراءات والتنظيمات التي تضمن سير الشكاوى بشكل منظم وضمان وصولها إلى المعنيين، كطريقة من أهم طرق التواصل، ووضعها قيد الاعتبار، وعدم إهمالها مهما صغر حجمها، أو أهميتها لما تحمل من تأثير ـ في حال تضخمها ـ على مستقبل العمل.


وهناك العديد من الوسائل الأخرى التي يمكن أن تلعب دوراً في الاندماج المؤسسي والإداري بين الفرد والإدارة كإجراء الاستقصاء واستطلاعات الرأي التي تقتصر فقط على العاملين في المؤسسة، وإلى جانب كل هذه الوسائل تكمن وسيلة هامة في الاتصال المباشر للمدير على المستويات المختلفة داخل المؤسسة.


الإدارة .. هيكل متطور


وحقيقة هامة لا يمكن غض الطرف عنها بالنسبة للعلاقة بين الفرد والإدارة، فالفرد ليس مطالباً بالالتزام من قبل الإدارة فقط، وإنما الأمر يتعدى ذلك في حال توفير الجو المناسب لعمله، يتعدى إلى المطالبة بالابتكار في العمل والتجديد، وفي حين تطالب الإدارة الفرد بالتجديد فلابد أن تعتمد ـ نفسها ـ على ذات العنصر وتطور من آليتها لتتماشى مع معطيات العصر.


وحسبما ذكرنا سالفاً فإن المؤسسة جزء من المجتمع الذي يتميز بديناميكيته مما يدفع الإدارة إلى التفاعل قدرالإمكان مع الواقع لضمان نجاح المؤسسة، وعلى الفرد في هذا العصر أن يعمل على تطوير نفسه من خلال ثقل مواهبه وتطوير قدراته، بما يتماشى مع التغيير التكنولوجي في أساليب العمل والإدارة، ومجابهة المؤسسات المنافسة بما تستخدمه من سبل إدارية وتكنولوجية قد لا تتوفر للآخرين.


وأخيراً، الإدارة عنصر حيوي يتميز بتفاعله وتطوره المستمر، والفرد جزء من هذا الكيان، إذن العلاقة بين الطرفين تبادلية، ولا يمكن لكائن إغفال أهمية الآخر ودوره في نجاح المؤسسة، وإلا كان من الأفضل للمؤسسة أن تتخلى عنه ..!


منقول

المستشار
08-13-2009, 11:02 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع مميز

وفقك الله أخي ابو عبد المحسن

عبدالرحمن الدويرج
08-14-2009, 12:57 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع مميز

وفقك الله أخي ابو عبد المحسن




شكر الله لك هذه الإشادة ووفقك لرضاه

SHAIMMAA
03-15-2011, 04:04 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

روان2008
03-26-2011, 01:51 PM
موضوع رائع بارك الله في عطاءك .

عبدالرحمن الدويرج
05-22-2011, 11:49 AM
شكر الله لكم مروركم وتعليقكم ووفقكم لرضاه