المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذكاء الوجداني للقادة



SHAIMMAA
12-11-2008, 03:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الذكاء الوجداني للقادة

1 – مقدمة .

2 – القيادة .

3 – ما هو الذكاء الوجداني ؟

4 – مولد مفهوم الذكاء الوجداني .

5 – سمات الذكاء الوجداني .

6 – الأبعاد الخمسة للذكاء الوجداني .

7 – أهمية الذكاء الوجداني .

8 - الذكاء الوجداني يمكن تعلمه واكتسابه .



مقدمة .

وقد شاءت حكمة الله أن يخلق الناس متنوعين وأن يخلق في داخل كل نفس قدرات متنوعة ، وهذا يعطي الحياة ثراءاً ونمواً وتطوراً وتفاعلاً وتكاملاً ، يقول تعالى :
" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " (هود 118-119) .

ومن هنا ظهر مفهوم الذكاءات المتعددة ليعيد رؤيتنا الشاملة لأنفسنا ولأبنائنا ، ولكي نرى بوضوح مواطن قوتنا وضعفنا . وهذا المفهوم يصحح ما كان سائداً على المستوى العام وأيضاً على المستوى العلمي , فقد دأبت معظم اختبارات الذكاء المعروفة على قياس قدرات محددة وتهدر فى نفس الوقت مساحات هائلة من القدرات البشرية لذلك كانت تعطينا فكرة جزئية عن ذكاء المفحوصين . وهذا المفهوم أيضاً يؤكد فكرة أن الله لم يحرم أحد من ميزة أو ميزات ، وأن كل إنسان منا جاء للحياة وفي داخله كنز لو استطاع اكتشافه والاستفادة منه فإنه يترك بصمة قوية في هذه الحياة ويساهم في عمارتها .

* والآن نحاول استعراض أنواع الذكاءات ومواصفاتها :

1- الذكاء اللفظي / اللغوي : وصاحب هذا الذكاء نجد لديه قدرة متميزة على القراءة واستخدام الكلمات ببراعة لتعبر عما يريده ، وهذا يعطيه قدرة على الحديث المشوق وعلى المحاورة الذكية وعلى الدعابة والطرفة التي تأتي في موعدها ومحلها ، وربما نراه كاتباً مميزاً أو شاعراً موهوباً أو صحفياً أو خطيبا مفوها يأسر عقول وقلوب سامعيه.

2- الذكاء المنطقي / الحسابي : هذا الشخص يكون لديه قدرة مميزة على التعامل مع الأرقام والرموز وعلى حل المشكلات الحسابية والرياضية ، وعلى فهم العلاقات بين الأرقام والرموز ، ولديه قدرة واضحة على تصميم المنحنيات والأشكال البيانية وعلى التفكير الاستنباطي وحل المشكلات الرقمية والمعادلات , وربما نراه عالما رياضيا أو فيزيائيا , أو خبيرا اقتصاديا.

3- الذكاء البصري الفراغي : هنا نجد تميزاً في التخيل والرسم والتصميم واستخدام الألوان والظلال ، والتقليد والمحاكاة والتصوير ، والتخيل الفراغي ، وتقدير الأشكال والأحجام . وهذا الذكاء نجده فى الرسامين والنحاتين والفنانين بشكل عام ومهندسى التصميمات .

4- الذكاء الاجتماعي ( البينشخصي ) : يتمتع صاحب هذا الذكاء بالقدرة على فهم الآخرين وتفهم دوافعهم واحتياجاتهم ، والقدرة على التواصل والتعامل مع الناس بفاعلية ، والقدرة على التعاون والعمل الجماعي ، ولديه مهارات قيادية ويستطيع أن يعبر للآخرين عن آرائه ورؤاه ويستقبل ويتفهم آراءهم ورؤاهم ، وهو في النهاية في حالة انسجام وتناغم وتعاون مع غيره من الناس . وهذا الذكاء نجده فى المهتمين بالعمل الإجتماعى والسياسى والعلاقات العامة والمصلحين والزعماء .

5- الذكاء التأملى ( الداخلشخصي ) : هذا الشخص يمارس التأمل الداخلي بكفاءة ويقوم بعمليات الاستبطان فيقرأ مشاعره وانفعالاته ، ولديه القدرة على التركيز والتفكير المنطقي العميق والمركب والمتعدد المستويات ، ولديه قدرة هائلة على التخيل ومعالجة الأفكار والمشاعر والاستراتيجيات ، ودائماً نجد رأسه مليئة بالأفكار رغم صمته وعزلته . وهذا النوع من الذكاء نجده لدى الفلاسفة والمفكرين والمخططين وعلماء النفس .

6- الذكاء الجسدي / الحركي : هنا نجد تميزاً في استخدام لغة الجسد والحركة ، أي أن الشخص في هذه الحالة يمتلك موهبة خاصة في التعبير الجسدي (حركة العينين وعضلات الوجه واليدين وسائر الجسد ) ولذلك يمكن أن يمارس التمثيل بأنواعه حيث لديه القدرة على لعب الأدوار المختلفة والتعبير بالإيماءات والإشارات والتعبير الدرامي عموماً ، وبعضهم لديه القدرة على الرقص الإبداعي التعبيري ، والبعض الآخر نجده مميزاً في التمثيل الصامت (البانتوميم ). ويمتلك أيضاً هذا النوع من الذكاء أصحاب المواهب الرياضية كلاعبي الكرة والجمباز والرياضات المختلفة .

7- الذكاء الموسيقي / الصوتي : صاحب هذا الذكاء لديه قدرات خاصة في سماع الأصوات والتمييز بينها بدقة فائقة ، ولديه قدرة على الإبداع الموسيقي والغنائي ، والعمل في المجالات التي تتعلق بالصوتيات عموماً .

8- الذكاء الحدسي ( الحاسة السادسة ) : هناك بعض الأشخاص لديهم قدرة خاصة على التوقع أو التنبؤ بشكل لا يمكن تفسيره أو إخضاعه للمنطق ، وكأن بداخلهم بصيرة خاصة أو شفافية معينة تجعلهم قادرين على قراءة الأحداث بشكل أكثر وضوحاً من بقية الناس ، وصاحب هذا الذكاء هو نفسه لا يعرف كيف يتم هذا . ويتعلق بذلك أيضاً بعض الظواهر النادرة مثل التخاطر عن بعد أو الإحساس بأشياء خارج نطاق الحواس ... وهذه موضوعات حولها نقاش وجدل كثير ، ومع هذا فهي موجودة على الندرة .

9- الذكاء الوجداني : وهو مفهوم جديد للذكاء وصفه دانييل جولمان وأصبح صيحة جديدة حيث اتضح أنه يكمن وراء نجاح كثير من المشاهير والعظماء في التاريخ ، وصاحب هذا الذكاء يتميز بوعي عميق بذاته والقدرة على قراءتها والتعبير عنها ، إضافة إلى مشاعر حية وجياشة وإيجابية ، مع دافعية عالية للعمل والإنجاز والتفوق ، إضافة إلى قدرة ممتازة على تفهم مشاعر واحتياجات الآخرين والتعاطف معهم ، وأخيراً نجد هذا الشخص يتمتع بقدر عالٍ من المهارات الاجتماعية تتيح له فرصة متميزة من التوافق مع الناس ومع الحياة وتفتح أمامه الطرق للنجاح والتفوق . وأصحاب الذكاء الوجداني يتمتعون بكاريزما خاصة تجعلهم محبوبين من الناس ، وربما تبوءوا مكانة الزعماء والنجوم والمشاهير . ومما يدعم هؤلاء الأشخاص ذوي الذكاء الوجداني المرتفع قدرتهم الهائلة على تحمل الاحباطات ، وتفاؤلهم الواضح والمميز حتى في أصعب الظروف ، وهذا يعطيهم قدرة على اجتياز الصعاب والعقبات والوصول إلى تحقيق أهدافهم ، فهم لا يحبطون ولا ييأسون ولا يتوقفون عن الحلم والعمل والرقي.

10- الذكاء العملي ( الميكانيكي أو اليدوى ) : نجد هذا الشخص متميزاً في التعامل مع الأجهزة والآلات والمعدات ، ويمكن أن نكتشف هذا النوع مبكراً في مرحلة الطفولة حيث نجد الطفل قليل الكلام ولكنه مهتم بفك وتركيب الأجهزة المنزلية والأدوات الكهربية كالراديو والمسجل والتلفزيون وإذا أحضر له أبواه لعبة فإنه سرعان ما يقوم بتفكيكها ومحاولة إعادة تركيبها . وهو يفضل التعامل مع الأشياء على التعامل مع الناس .

11- الذكاء الروحي : ربما تكون قد قابلت في حياتك أشخاصاً ترى في وجوههم صفاءاً وروحانية من نوع خاص وتشعر بالارتياح للنظر إليهم والقرب منهم لأن القرب منهم يجعلك تشعر بأن الدنيا ما زالت بخير وأنهم يحلقون بك في عالم الصفاء والنقاء والسلام . إذا قابلنا في حياتنا شخصاً من هؤلاء فإننا لا ننساه أبداً لأنه يترك في نفوسنا حالة من الطمأنينة والارتياح والسلام . وهذا النوع من الذكاء ينتشر بشكل خاص في القادة والزعماء الروحيين والدينيين والمتصوفين ، ويكون له تأثير هائل في الأتباع ، وهذا التأثير ليس بسبب بلاغة في الحديث أو قدرة على الحوار والإقناع ، وإنما هو بسبب ما يشع من وجه هذا الشخص من نور وما يصل إلينا منه من معاني السمو والطمأنينة والصدق والسماح والرحمة والحب .

القيادة .

- ان القائد Leader هو الشخص الذى يوجه او يرشد ويحفز الآخرين ويشير ذلك الى وجود علاقة تاثير بين شخص يوجه واشخاص آخرين يقبلون هذا التوجيه .

- وهناك مجموعة من المهارات يجب ان تتوافر فى القيادة ( مهارات القيادة ) :
1 – المهارة الادارية .
2 – المهارة الفنية .
3 – المهارة الانسانية .
4 – مهارة الاستقرار والموضوعية .
5 – المهارة الشخصية .
6 – المهارة الفكرية .

* * ان المهمة الرئيسية للقائد فى العمل هى فى إعطاء أفراد فريقه شعورًا بالرضا وبالإيجابية باستمرار وهو الذى يخرج أفضل ما لديهم. وفى الوقت الذى يشترك معظم المديرين فى امتلاكهم نسبة عالية من الذكاء إلا أن أكثرهم نجاحًا وتأثيرًا هم الذين يمتلكون الذكاء العاطفى.

SHAIMMAA
12-11-2008, 03:54 AM
ما هو الذكاء الوجداني ؟

- هو نوع من أنواع الذكاء المطلوب للنجاح في جميع الحالات والظروف، أو هو القدرة على فهم المشاعر والأحاسيس والتعبير عنها، وتلبية الاحتياجات اليومية، والعلاقة بالآخرين.

* التفكير الوجداني يساعد على :
1 - الجمع بين المنطق والعواطف في حل المشاكل.
2 - زيادة المرونة والتأقلم مع المتغيرات.
3 - مد يد المساعدة للآخرين.
4 - التجاوب بلطف مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم.
5 - البقاء متفائلاً، وذا تفكير ونظرة إيجابية للمستقبل.


* الذكاء الوجداني هو عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر و انفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقاً من هذه المهارات . فالشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني، يتصف بقدرات ومهارات تمكنه من أن:
• يتعاطف مع الآخرين خاصة في أوقات ضيقهم
• يسهل عليه تكوين الأصدقاء والمحافظة عليهم
• يتحكم في الانفعالات والتقلبات الوجدانية
• يعبر عن المشاعر والأحاسيس بسهولة
• يتفهم المشكلات بين الأشخاص و يحل الخلافات بينهم بيسر
• يحترم الآخرين ويقدرهم
• يظهر درجة عالية من الود والمودة في تعاملاته مع الناس.
• يحقق الحب والتقدير من الذين يعرفونه .
• يتفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم ويستطيع أن ينظر للأمور من وجهات نظرهم.
• يميل للاستقلال في الرأي والحكم وفهم الأمور
• يتكيف للمواقف الاجتماعية الجديدة بسهولة.
• يواجه المواقف الصعبة بثقة.
• يشعر بالراحة في المواقف الحميمية التي تتطلب تبادل المشاعر والمودة.
• يستطيع أن يتصدى للأخطاء والامتهان الخارجي.

مولد مفهوم الذكاء الوجدانى .

وليسمح لي القارئ العزيز أن أنقل له الحدث الذي ولد فكرة الذكاء الوجداني في رأس د/ نييل جولمان مؤلف كتاب " الذكاء العاطفي " بنفس النص دون تدخل (3) :
" مازلت أذكر ذلك المساء شديد الرطوبة من أحد أيام أغسطس في مدينة نيويورك ، حيث التجهم والتوتر السمة الغالبة على وجوه الناس . كنت في طريق عودتي إلى الفندق ، وبينما كنت أصعد إلى الحافلة المتجهة إلى شارع ماديسون ، شد انتباهي سائق الحافلة – وكان رجلاً في منتصف العمر أسمر اللون ، ترتسم على وجهه ابتسامة دافئة – الذي حياني بود : " مرحباً ، كيف حالك ؟" ، وبعد أن أخذت مكاني سمعته يرحب بكل راكب يصعد إلى الحافلة وهو يشق طريقه ببطء شديد وسط زحام المدينة . وكانت ملامح الدهشة تبدو على ملامح كل راكب مثلي تماماً . ولأن الجميع استغرقهم المزاج الكئيب لذلك المساء الشديد الرطوبة ، لم تحظ تحية السائق بالرد إلا من عدد محدود منهم . غير أنه مع تقدم مسيره وسط الزحام الخانق إلى وسط المدينة حدث تحول بطيء وسحري داخل الحافلة . فقد ظل السائق يجري " مونولوجاً " مع نفسه شد اهتمام جميع الركاب . سمعناه يعلق بصوت مرتفع على كل ما نراه من النوافذ حولنا مثل : " في هذا المحل تخفيض هائل في الأسعار " ، أو " في هذا المتحف معرض رائع " ، أو " هل سمعتم عن الفيلم الجديد الذي بدأ عرضه في هذه السينما ؟ .." ومع الوقت انتقلت عدوى ابتهاجه بما تتمتع به المدينة من إمكانات ثرية إلى الركاب .ونزل كل فرد في محطته ، وقد خلع عن وجهه ذلك القناع المتجهم الذي صعد به . وعندما كان السائق يودع كلا منهم بقوله : " إلى اللقاء .. يوماً سعيداً .." كان الرد يأتيه بابتسامة جميلة على الوجوه . لقد انطبع هذا الموقف في ذاكرتي قرابة عشرين عاماً . وكنت وقتها قد انتهيت رأساً من إعداد رسالتي لنيل الدكتوراه في علم النفس . لكن الدراسات السيكولوجية في تلك الأيام لم تكن تبدي اهتماماً يذكر بالكيفية التي يمكن أن يحدث بها مثل هذا التحول . إذ لم يكن العلم السيكولوجي يعرف سوى القليل ، وربما لم يكن يعرف شيئاً أصلاً عن آليات العاطفة . ومع ذلك فكلما تخيلت انتشار " فيروس " المشاعر الطيبة بين ركاب الحافلة ، اعتبرت ذلك السائق مصلحاً يجوب المدينة ، أو " باعث السلام في مجموعة من البشر " ، بمقدرته السحرية على التخفيف من حالة التجهم الشديد البادية على وجوه الركاب ، فإذا بقلوبهم تنفتح قليلاً ، ويتحول التجهم المرسوم على الوجوه إلى ابتسامة " .

هذا النموذج – رغم بساطته – يوضح عناصر الذكاء الوجداني المرتفع لدى سائق الحافلة ، فهو قد أدرك تأثير ظروف ذلك اليوم ( من رطوبة عالية وازدحام شديد ) على ذاته هو أولاً ، وأدرك معاناة الركاب من مثل ما يعاني ، ثم استطاع أن يسيطر على مشاعره السلبية ويطلق العنان لمشاعر إيجابية من التعاطف والود والمحبة ، وقد تفجرت هذه المشاعر الإيجابية بداخله من خلال إدراك إبداعي استطاع من خلاله أن يخترق سحب الكآبة والرطوبة والزحام ليرى مواطن الجمال في المدينة فيبتهج بها أولاً ثم ينقلها في كرم ومودة وحب إلى كل ركاب الحافلة لتنتقل من خلالهم إلى باقي أنحاء المدينة .

وهؤلاء الأشخاص ذوي الذكاء الوجداني المرتفع ربما يكونون متوسطي الذكاء العقلي ، ومع هذا نجدهم يحققون نجاحات هائلة في الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية والزواج ونجدهم متألقين لامعين في مجالاتهم ، ومن هنا نشأت فكرة أن للإنسان عقلين : عقل مفكر(موضوعي تحليلي تجريدي ) وعقل وجداني ، وسوف نركز في حديثنا في هذه الدراسة على العقل الوجداني .

يقول جولمان إن فهمه للذكاء الوجداني مبني على مفهوم هوارد جاردنر في الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences وخاصة الذكاء العاطفي الشخصي Intrapersonal Intelligence والذكاء البينشخصي Interpersonal Intelligence (4) .

وقد اكتشف ماير أن الناس يميلون إلى اتباع أساليب متميزة للعناية بعواطفهم والتعامل معها كالتالي (4) :
• الوعي بالنفس : إن أولئك البشر يدركون حالتهم النفسية في أثناء معايشتها ، عندهم بصورة متفهمة بعض الحنكة فيما يخص حياتهم الانفعالية ، ويمثل إدراكهم الواضح لانفعالاتهم أساساً لسماتهم الشخصية ، فهم شخصيات استقلالية ، واثقة من إمكاناتها ، ويتمتعون بصحة نفسية جيدة ، ويميلون أيضاً إلى النظر للحياة نظرة إيجابية ، وعندما يتكدر مزاجهم لا يجترون ذلك المزاج السيء ولا يستبد بأفكارهم ، فهم قادرون على الخروج من مزاجهم السيء في أسرع وقت ممكن . باختصار تساعدهم عقلانيتهم على إدارة عواطفهم وانفعالاتهم .
• الغارقون في انفعالاتهم : هؤلاء الأشخاص هم من يشعرون غالباً بأنهم غارقون في انفعالاتهم ، عاجزون عن الخروج منها ، وكأن حالتهم النفسية قد تملكتهم تماماً . هم أيضاً متقلبوا المزاج ، غير مدركين لمشاعرهم إلى الدرجة التي يضيعون فيها ويتوهون عن أهدافهم إلى حد ما ، ومن ثم فهم قليلاً ما يحاولون الهرب من حالتهم النفسية السيئة ، كما يشعرون بعجزهم عن التحكم في حياتهم العاطفية . إنهم أناس مغلوبون على أمرهم ، فاقدوا السيطرة على عواطفهم .
• المتقبلون لمشاعرهم : هؤلاء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة لمشاعرهم ، فإنهم يميلون لتقبل حالتهم النفسية دون محاولة لتغييرها ، ويبدو أن هناك مجموعتين من المتقبلين لمشاعرهم : المجموعة الأولى تشمل من هم عادة في حالة مزاجية جيدة ، ومن ثم ليس لديهم دافع لتغييرها . والمجموعة الثانية تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية ، ومع ذلك فحين يتعرضون لحالة نفسية سيئة يتقبلونها كأمر واقع ، ولا يفعلون أي شيء لتغييرها على الرغم من اكتئابهم ، وهذا النموذج من المتقبلين يدخل في إطار المكتئبين الذين استكانوا لليأس .

والعقل الوجداني ليس كياناً معنوياً هائماً في الفراغ ولكنه يستند إلى تركيب تشريحي ووظائف فسيولوجية واضحة ، فهناك ما يسمى بالنظام الطرفي Limbic System وهو ما يقع في المنطقة الوسطى من المخ حيث تعلوه القشرة المخية Cerebal Cortex ويليه من أسفل جذع المخ Brain Stem ، وفي وسط الجهاز الطرفي توجد لوزتين تسمى كل واحدة منهما Amygdala ، وقد تبين من الدراسات الفسيولوجية العصبية أن هاتين اللوزتين يستقبلان ويرسلان كل الرسائل الوجدانية ، وهما لا يعملان منفصلين عن باقي أجزاء المخ بل لهما اتصالات هامة بتلك الأجزاء وخاصة القشرة المخية حيث تنجز المهام التحليلية واللغوية وحيث الذاكرة العاملة .
يقول جولمان : إن العقل الوجداني يقوم بفحص كل ما يقع لنا لحظة بلحظة ليتبين ما إذا كان يحدث الآن يشبه حدثاً وقع في الماضي وتسبب في إيلامنا أو إثارة غضبنا . فإذا حدث هذا تدق اللوزة Amygdala ناقوس الخطر لتعلن عن وجود طوارئ وتحرك السلوك في أقل من الثانية . وهي تقوم بهذا التحريك بسرعة تفوق ما يحتاجه العقل المفكر ليتبين ما يحدث وهذا يفسر لنا كيف يسيطر الغضب أحياناً ويدفع الإنسان لإرتكاب أفعال يتمنى لو لم يكن ارتكبها . إن العواطف تؤثر في التفكير التحليلي ، فإذا كان الاتصال بينهما ناضجاً وسليماً فإننا نستطيع أن نتحكم في استجاباتنا لما ترسله اللوزة من رسائل حيث تستطيع القشرة المخية Cerebral Cortex أن توقف الهجوم ، فكل إنسان يغضب ، ولكن ليس كل إنسان يستجيب استجابات تتسم بالعنف ، أما الذين يعانون من حزن أو غضب أو قلق مرضي فيكون نشاط اللوزة Amygdala لديهم سابق للنشاط التحليلي الذي تقوم به القشرة المخية (5) .

سمات الذكاء الوجدانى .

ان الذكاء الوجداني مفهوم يحمل في طياته عدد من السمات والصفات التي يمكن تلخيصها فيما يأتي:
1. الإدراك الواضح لدوافعه الشخصية بما في ذلك وعيه بمختلف المشاعر التي تتملكه حتى وهوفي قمة الانفعال.
2. يثق في نفسه ويتحمل مسؤولية أفعاله وينزع للاستقلال في تصرفاته وآرائه.
3. يتمتع بدرجة عالية من الصحة النفسية بما في ذلك الخلو النسبي من اضطرابات القلق والكآبة.
4. ينظر للحياة بتفاؤل وإيجابية.
5. قد يشعر أصحاب هذا النوع من الشخصية بالكدر والضيق أحياناً كالآخرين ولكنهم يستطيعون التخلص من هذه المشاعر في فترات قصير بسبب ما يتسمون به من عقلانية وحنكة.
6. لديهم قدرة عالية على التحكم في تقلباتهم الانفعالية، مع توظيف مشاعرهم وعواطفهم لما فيه الصالح الشخصي دون تضحية بصالح الآخرين.
7. يتفهمون جيداً ما يواجههم من آمال أو آلام ومن ثم تتسع الفرص أمامهم للنجاح والتفوق وتكوين علاقات إنسانية فعالة بالآخرين.
8. يمكنك أن تتوقع ما تستطيع تحقيقه في الحياة من فوز وتفوق إذا كنت تملك قدراً مرتفعاً من الذكاء الوجداني بالإضافة للذكاء العقلي الذي يرتبط بالنجاح الأكاديمي وتحصيل العلم والمعلومات وغيرها من المهارات الفكرية والذهنية التي تقيسها مقاييس الذكاء التقليدية.

SHAIMMAA
12-11-2008, 03:59 AM
الأبعاد الخمسة للذكاء الوجداني .

- ربما لم يجد جولمان تعريفاً لغوياً أو اصطلاحياً محدداً وموجزاً للذكاء الوجداني في هذه المرحلة ، لذلك تحدث عن أبعاد خمسة لذلك النوع من الذكاء نوردها بإيجاز فيما يلي :

1- الوعي بالذات (Self – awareness) :

الوعي بالذات هو أساس الثقة بالنفس وحسن إدارتها ، فنحن في حاجة دائماً لمعرفة مواطن القوة ومواطن الضعف لدينا بشكل موضوعي ، ونتخذ من هذه المعرفة أساساً لقدراتنا . كما أننا بحاجة لأن نتعلم منذ الصغر التعرف على مشاعرنا وتسميتها التسمية الصحيحة فلا نخلط بين القلق والاكتئاب والغضب والشعور بالوحدة والشعور بالجوع .. الخ . فهذا الوعي الموضوعي بالذات يجعلنا أكثر كفاءة في إدارتها ويجعل قراراتنا أقرب للصواب .

2- التعاطي مع الجوانب الوجدانية بشكل عام : (Handling emotions generally ):

نحن نحتاج أن نعرف كيف نعالج ونتناول المشاعر التي تؤذينا وتزعجنا وتلك التي تسعدنا . وهذا المران المستمر في المعرفة والمعالجة والتناول يزيدنا خبرة يوماً بعد يوم في إدارة جهازنا الوجداني لنستفيد من مميزاته الهائلة ونتجنب مخاطره الضارة .

3- الدافعية (Motivation) :

إن وجود دوافع قوية تحثنا على التقدم والسعي نحو أهدافنا هو العنصر الثالث للذكاء الوجداني . ويعتبر الأمل مكون أساسي في الدافعية ، أن يكون لدينا هدف وأن نعرف خطواتنا خطوة خطوة نحو تحقيقه ، أن يكون لدينا الحماس والمثابرة لاستمرار السعي .

4- التعاطف العقلي ( التفهم ) .. ( Empathy ) :

التعاطف العقلي ( التفهم ) هو المكون الرابع في الذكاء الوجداني ويعني : قراءة مشاعر الآخرين من صوتهم أو تعبيرات وجههم وليس بالضرورة مما يقولون . إن معرفة مشاعر الغير قدرة إنسانية أساسية نراها حتى لدى الأطفال . يقول جولمان أن الطفل في الثالثة من عمره والذي يعيش في أسرة محبة يسعى لتهدئة غيره من الأطفال أو التعاطف معهم إذا بكوا ، على حين أن الأطفال الذين يسئ آباؤهم معاملتهم أو يهملونهم فإنهم يصرخون في وجه الطفل الذي يبكي وأحياناً يضربونه .
ويؤكد جولمان أن الذكاء الوجداني متعلم ، وأن التعلم يبدأ منذ السنوات الأولى في الحياة ويستمر .
ويذكر جولمان حالة قاتل ارتكب سبعة جرائم قتل وفي إحدى المقابلات الإكلينيكية أجاب على السؤال : هل كنت تشعر بأي شفقة نحو الضحايا؟ أجاب : لا أبداً ، ولو كنت شعرت بشفقة لما استطعت فعل ما فعلت . ونستخلص من ذلك أن التعاطف هو الذي يكبح قسوة الإنسان ، وهو يحافظ على تحضر الإنسان وأن الذكاء الوجداني لا يرتبط بنسبة الذكاء العقلي المعروفة .

5- المهارات الاجتماعية ( Social Skills ) :

كلما كان الإنسان مزوداً بمهارات اجتماعية مناسبة وكافية كلما كانت قدرته على التعامل مع المواقف والأزمات أفضل . أما أولئك الذين يفتقرون للمهارات الاجتماعية فإنهم يتخبطون ويعانون من اضطرابات سوء التوافق.
أهمية الذكاء الوجداني .

1- يلعب الذكاء الوجداني دوراً هاماً في توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته بحيث ينمو سوياً ومنسجماً مع الحياة ، كما أنه يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة التحصيل الدراسي .
2- يساعد الذكاء الوجداني على تجاوز أزمة المراهقة وسائر الأزمات بعد ذلك مثل أزمة منتصف العمر بسلام .
3- يعتبر الذكاء الوجداني عاملاً مهماً في استقرار الحياة الزوجية فالتعبير الجيد عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف الآخر ورعايتها بشكل ناضج ، كل ذلك يضمن توافقاً زواجياً رائعاً .
4- والذكاء الوجداني وراء النجاح في العمل والحياة ، فالأكثر ذكاءاً وجدانياً محبوبون ومثابرون وتوكيديون ، ومتألقون وقادرون على التواصل والقيادة ومصرون على النجاح .

ونظراً لتلك الأهمية البالغة للذكاء الوجداني ، فقد أوصى علماء النفس بتنميته من خلال دروس تعليمية ودورات تدريبية وورش عمل بهدف الوصول إلى درجات عالية من الذكاء الوجداني ، وهو ما نطلق عليه النضج الوجداني ، وسوف نتحدث عنه الآن بشيء من التفصيل نظراً لأهميته .


الذكاء الوجداني يمكن تعلمه واكتسابه .

ولعل من أهم جوانب التطور إثارة في موضوع الذكاء الوجداني، ما يتعلق بتدريبه وزيادته في السلوك. فالذكاء الوجداني - بعكس الذكاء العقلي ونسبة الذكاء التقليدية - يتصف بعدد من المهارات التي يمكن تعلمها واكتسابها بيسر. وقد كشفت بحوث العلماء في هذا الصدد أن الذكاء الوجداني خاصية أو مجموعة من الخصائص يمكن تدريبها وتنميتها من خلال كثير من الأساليب التي تساعد علي تنميتها وتقويتها في الشخصية.
سر اللعبة
الآن عرفت ما هو الذكاء الوجداني وتعرفت على بعض خصائصه الثابتة، ويبقى لك أن تعرف بعض ما يجب عمله لاكتساب مهاراته. وقد استطاع العلماء لحسن الحظ أن يكتشفوا كثيرا من أسرار هذا النوع من الذكاء كما استطاع البحث العلمي أن يمنحنا كثيراً من التوجيهات التي ترفع من معدل الذكاء الوجداني من بينها :

• تدريب الذات على الهدوء والاسترخاء في مواجهة الأزمات.

• كن واعياً بالمشاعر والانفعالات السلبية التي تتملكك أحياناً دون توقع. كن منتبها بشكل خاص لحالات القلق والاكتئاب والغضب، وأعمل على التخلص منها أو الإقلال منها بقدر ما تستطيع، لأنها تعيق تفاعلاتك الجيدة بالناس وتجعل بينك وبينهم سدا منيعا يعيق تفاعلك بهم.

• لا تجعل العناد أو المكابرة يحرمانك من التعلم من الآخرين حتى ولو كانوا أصغر منك أو مختلفين عنك أو أقل مركزاً أو سطوة فالرأي الجيد والحكمة لا تعرف التمييز فاطلبها حيثما وجدتها وأينما وجدتها ومع من تجدها.
• حافظ دائماً على مشاعر طيبة عند التعامل مع الآخرين بأن تتفهم مشاعرهم وما يوجههم من دوافع وحاجات شخصية واجتماعية. تفهم مخاوفهم، ومشاعرهم بالغيرة والغضب حتى تكون أقدر على توجيه تفاعلاتك معهم في الطريق الإيجابي دائما وبأقل قدر من التوتر.
• علينا أن ندرب أنفسنا جيداً على مواجهة الأزمات بهدوء، وأن نتصدى لحل الخلافات خاصة تلك التي تثور عندما نواجه مختلف التأثيرات السلبية والعقبات التي قد تطرحها أمامنا بيئة اجتماعية تعوق قدراتنا علي النمو السليم والصحة النفسية.
• كذلك ينصح العلماء بأن تنمي قدرتك على مواجهة النقد الخارجي. أنظر للنقد بوصفه فرصة للناقد والمنتقد للعمل معاً نحو تحقيق هدف له معنى للوصول إلى حلول ناجحة للمشكلات التي أثارت النقد ، وليس بوصفه خصومة وتآمر.

• راقب تحيزاتك وتعصبك الشخصي ضد بعض الأشخاص المختلفين عنك اجتماعياً أو ذهنياً. تذكر أن التعصب نوع من الجمود العاطفي ولهذا تتصف الشخصية المتعصبة بالعدائية نحو المختلفين عنا في الرأي أو السلوك مهما كانت الحقائق مختلفة عما نحمل من رأي متحيز أو توجه سلبي نحو الآخرين.

• لكي تنمي شخصيتك في اتجاه الذكاء الوجداني امنح فرصة لنمو مهاراتك على التعاطف ومؤازرة الآخرين ومد يد العون لهم. تذكر أن العطاء لا يكون مادياً فحسب بل يمتد ليشمل قدرتك على العطاء من جهدك ووقتك وعلمك. تذكر أنه إذا كان من أهدافك أن تمد يد العون والمساعدة للآخرين فثق أنك ستجد الكثير من الطرق الملائمة لعمل ذلك، فالمجال أمامك واسع جدا لتكون خدوماً و " خادم القوم سيدهم" .

• وأخيراً أنظر وتأمل العبارات التي بدأنا بها هذه الموضوع وعامل هذه العبارات على أنها عقبة في تطورك الشخصي ونجاحك في العمل، ومن ثم تجنب ما تصفه هذه العبارات من آراء أو سلوك، واعمل على أن تتصرف بعكسها ، أي بحسب الخصائص الثمانية المذكورة في الموضوع ، استمر في ذلك حتى تصبح تصرفاتك الجديدة عادية وترتبط بحق بما يسمى بالذكاء الوجداني.


مع تحياتى