المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدافعية



SHAIMMAA
12-11-2008, 03:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الدافعية ... أحد مكونات الذكاء العاطفي


تتناول هذه المقالة لمحة عامة عن الدافعية، وتعريفها، ومكوناتها، ومصادرها، وتتخصص بالدافعية الداخلية، أحد مكونات الذكاء العاطفي، وتدعو إلى الاعتماد عليها في تحفيز الطالب أكثر من الاعتماد على الدافعية الخارجية، آخذة بعين الاعتبار المراحل التطورية عند الطفل، مقدمة في القسم الأخير منها مقترحاً لأنشطة صفية لتنمية هذا المكون من عناصر مكونات العاطفي.

يمكن النظر إلى الذكاء العاطفي باعتباره مجموعة من القدرات المصنفة ضمن بعدين رئيسين، أولهما البعد الشخصي الذاتي (Intrapersonal competencies)، وثانيهما البعد التفاعلي الاجتماعي (Interpersonal). ويشمل البعد الأول الوعي بالذات، وإدارة المشاعر، والدافعية. أما البعد الثاني فيشمل التعاطف، والمهارات الاجتماعية (Goleman, 1998).

وحدد البعض مصادر الدافعية بما يلي (Scholl, 2002):
1. دافعية العمليات الداخلية (Intrinsic process Motivation): الأفراد الذين تكون مصدر دافعيتهم العمليات الداخلية يقومون بالأنشطة التي يجدون فيها المتعة، ولا تكون التغذية الراجعة على أداء هذه المهمة أو التغذية الراجعة الاجتماعية ذات أهمية.
2. الدافعية الأدواتية (Instrumental Motivation): يكون هذا النوع مصدراً للدافعية عندما يؤمن الفرد أن السلوك الذي سيقوم به سيؤدي إلى ناتج معين مثل الأجر، والمديح، ... الخ.
3. الدافعية المبنية على مفهوم الذات الخارجي (External Self Concept-based Motivation): يكون هذا النوع مصدراً للدافعية عندما يتبنى الفرد توقعات المجموعة، حيث يهتم الفرد في هذه الحالة بالتغذية الراجعة الاجتماعية، ويتصرف بطريقة ترضي المجموعة للحصول على قبولها وعلى منزلة جيدة بينها.
4. الدافعية المبنية على مفهوم الذات الداخلي (Internal Self Concept-based Motivation): يكون هذا النوع مصدراً للدافعية عندما يكون توجيه الفرد ذاتياً، إذ يقوم الفرد بوضع معاييره الخاصة به، التي تصبح الأساس للذات الإنسانية.
5. تذويت الأهداف (Goal Internalization): يكون هذا النوع مصدراً للدافعية عندما يتبنى الفرد توجهات أو سلوكيات بسبب انسجامها مع نظامه القيمي.

ومن جهة أخرى، يمكن النظر للدافعية على أنها نوعان؛ ذاتية/داخلية، وذاتية/خارجية. ونركز هنا على الدافعية الداخلية كعنصر من عناصر الذكاء العاطفي باعتبارها مهارة ذاتية. ويمكن الاستدلال على هذا العنصر من خلال مجموعة من الدلالات والمؤشرات، فالأفراد ذوو الدافعية الذاتية العالية لا يتأثرون كثيراً بالمحفزات الخارجية، بل بالرغبة لإنجاز العمل نفسه، ومن الصعب أن يستسلموا، بل لديهم مثابرة لإنجاز مهماتهم، وهم غالباً ما ينجحون في تحقيق أهدافهم. ومن صفات الأشخاص ذوي الدافعية الذاتية المرتفعة أنهم يحققون تحسناً في أدائهم: في الدراسة، في العمل ...، ويتفقون في أداء المهمات الصعبة مقارنةً بذوي الدافعية الذاتية المنخفضة، واحتمالات أن يتركوا المهمات أو الدراسة لديهم قليلة، ويشجعون الأشخاص الذين يتعاملون معهم، ويجذبون نحوهم مجموعة من الأفراد لهم صفات مشابهة (Stock, 1999).

مما سبق، يمكن أن تعرف الدافعية الداخلية بأن تكون قادراً على توجيه مشاعرك لتحقيق هدف ما، وأن تؤجل الشعور بالرضا الآني إلى شعور بالرضا المستقبلي، وأن تكون منتجاً في الأنشطة، وإن كانت قليلة الأهمية والمتعة بالنسبة لك، وأن تقاوم الشعور بالإحباط، وأن تبادر بدون ضغط خارجي (Goleman, 1998).

والدافعية الداخلية هي أيضاً القدرة على التحكم بآثار السلوكيات الناتجة عن العواطف السلبية (مثل الغضب، والخوف، والقلق، والإحباط) والعمل بطريقة إيجابية عندما تكون الوضعية النفسية متدنية، فالأفراد الذين يمتلكون هذه المهارة من المتوقع أن تكون ردة فعلهم لتغذية راجعة سلبية هو محاولة تشخيص سبب ضعف الأداء، وتكثيف جهودهم لتحسين هذا الأداء، في الوقت الذي يقوم فيه زملاؤهم الذين يتعرضون إلى مثل هذا الموقف إلى ترك الشيء بمجرد تلقي أول إشارة للفشل (Scholl, 2002).

ومن المهارات الدالة على مستوى الدافعية عند الفرد؛ القدرة على التقدم بإرادة داخلية، والقدرة على التماسك بعد انتكاسة، والقدرة على أداء مهمات طويلة المدى بالمواعيد المحددة، والقدرة على توليد الطاقات في ظل سياق قليل المتعة، والقدرة على إيقاف عادات غير إنتاجية أو تغييرها، والقدرة على توليد أنماط سلوك جديدة، بحيث تكون منتجة، والقدرة على تنفيذ الكلام إلى فعل (Goleman, 1998).

قوانين الدافعية الذاتية

1. الدافعية ليست نتيجة تأثير خارجي، بل هي ناتج طبيعي للرغبة في الإنجاز، وإيمان الشخص بأنه قادر على عمل الشيء.
2. إن الأهداف المبنية على أساس تحقيق رغبات إيجابية، أكثر قوة من الأهداف المبنية على الخوف السلبي، والخليط المناسب بين هذين النوعين هو الأكثر قوة.
3. ابدأ بتخيل النجاح المستقبلي بوضوح، والمشاعر التي ستمر بها عندما تحقق هدفك.
4. تقدم ذهنياً في مسار باتجاه هذا النجاح، وتخيل مشاعرك في محطات مختلفة في هذا الطريق.
5. أعط أولوية عالية للمهمة.

SHAIMMAA
12-11-2008, 03:24 AM
آليات الدافعية الذاتية

1. حدد هدفاً لحجم العمل الذي ستقوم به كل يوم.
2. تخيل الناتج المرغوب به: كوِّن صورة للنتائج التي ترغب في تحقيقها، وضع هذا التصور أمامك.
3. ضع محطات للأشياء التي تحب أن تقوم بها، وأنت بارع فيها.
4. استعمل مؤشرات مرئية لمراقبة التطور وإتمام المهمة (Goleman, 1998).

ولكي نفهم سبب أهمية التركيز على الدافعية الخارجية دون الداخلية، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار المراحل التطورية التي يمر بها الطفل (Corrie, 2003):

في المراحل المبكرة من حياة الطفل (الأطفال الرضع) يمر الطفل بمرحلة التمركز نحو الذات (Egocentric Stage)، كل ما يعرفه الطفل هو ما يريده، تتمثل هذه المرحلة بـ"ماذا أريد"، "إذا أردت شيئاً معيناً، يجب أن أحصل عليه"، كما أنه لا يوجد فهم لحاجات الآخرين، وبالتالي لا يوجد جدوى من أخذ موقف ضد طفل رضيع، فهو لا يميز بين الأمور.

إذا تمت تربية الطفل الصغير بالشكل الصحيح، وتم تقبل موجات غضبه ومطالبه، دون الاستسلام لها، فمن الطبيعي أن ينتقل الطفل إلى مرحلة "يجب أن أنتمي وأكون مقبولاً"، فالطفل هنا يريد أن يكون جزءاً من المجتمع حوله، ويتصرف بطريقة يتأمل من خلالها أن يكون محبوباً. كل شيء عنده إما أسود وإما أبيض، إذا قابل ابتسامة فهذا يعني أنه محبوب، وإذا قابل وجهاً عابساً، فإن ذلك يعني له أنه غير محبوب، وكثيراً ما يقول الأطفال لآبائهم "أنتم لم تعودوا تحبونني" فقط بسبب وجه عابس. ويتم في هذه المرحلة أيضاً تطوير ظاهرة الجيد مقابل السيئ، فالطفل إما جيداً وإما سيئاً.

ينتقل الطفل بعد ذلك إلى مرحلة "سأكون لطيفاً معك، إذا كنت لطيفاً معي"، والعدل مهم لهم في هذه الفترة، وهم لا يرون سبباً لأن يكونوا جيدين إذا لم تكن أنت كذلك، وهم يتحدون عندما يسمعون عبارات مثل "افعل كما أقول لك"، وكثيراً ما يستعملون عبارات مثل: "أنت تصرخ، أليس كذلك"، "لقد رأيتك تفعل ذلك"، "هذا ليس عدلاً"، وغالباً ما يستعمل الكبار هذه المرحلة لعقد صفقات مع الأطفال كنوع من التحفيز "افعل لي هذا، وسأفعل لك ذاك".

ثم ننتقل إلى مرحلة عندما يبدأ الطفل/الناضج فهم معنى عمل شيء للمجتمع المحيط، كاللعب في فريق المدرسة لصالح المدرسة، وليس فقط لمكافأة ذاتية. وفي هذه المرحلة يدرك الطفل أهمية المجتمع المحيط، وأنه أحياناً يجب التخلي عن الاحتياجات والمصالح الشخصية لصالح المجموعة، فعبارة مثل "هذا ليس مقبولاً في المدرسة" تثير دافعيته في هذه المرحلة.

وأخيراً، يصل الطفل إلى مرحلة الاستنتاج أن لكل شخص قيمة وأهمية، وأن كل شخص يستحق احترامنا ليس بسبب ما يقوم به، ولكن لأنه إنسان. وفي هذه المرحلة تكون واجبات الفرد هي المهمة وليست حقوقه، وهنا تتم إثارة الدافعية من خلال التعاطف، إذ يتم استعمال عبارات مثل "كيف تشعر؟، والطريقة الحقيقية الوحيدة لتطوير هذا المستوى عند الطفل، هو نمذجته، فهم يحتاجون أن يشعوا بتعاطف الآخرين معهم حتى يبدأوا بفهم ذلك.

وإذا تمعنا في طرق دعمنا لتطور الأطفال في المدرسة، فسوف نرى أي المراحل نرغب بها، وأي المراحل نوقف الطلاب عندها. وهناك بعض الأطفال في المدرسة لا يزالون في المرحلة الأولى، ومتمركزون جداً حول ذاتهم، وإذا قلت لهم "لا"، "سيئ"، "خطأ"، فإنهم عادة ما يصابون بنوبات من الغضب.

وإذا كان الأطفال في المرحلة الثانية، وقلنا لهم عبارات مثل "أنت سيئ" أو "خاطئ"،... سيعتقد أنه بالفعل سيئ وخاطئ، كما أنهم غالباً ما يفسرون عبارات مثل "هي لا تحبني"، وبالتالي فهم لا يشعرون بالانتماء، لذا يجب أن نتفهم الطلاب ونشعرهم بالأمان والقبول والانتماء إلينا.

وإذا كافأنا طفلاً على تصرف أو سلوك نرغبه، يجب أن نكون واعين بأننا نرسخ نمطاً عنده، فالطفل يريد أن يشعر بتقبلنا له، وأنه ينتمي لنا، وهو يعلم أنه يستطيع أن يحقق ذلك من خلال الوصول إلى توقعاتنا منه. أيضاً إذا عاقبنا طفلاً على سلوك قام به، فإننا نرسخ ذلك السلوك. "هذه النظرة تعني أنها لا تحبني" لا يهم هنا إذا كانت العبارة صحيحة عند الطفل، فهو يشعر بها، وإيماءات الوجه في هذه المرحلة تعني للطفل الشيء الكثير، لذا يجب أن نكون حريصين على عدم استغلال ذلك، وإنما توخي الحذر في الرسالة التي نريد أن نوصلها للطفل عندما ننظر إليه بوجه عابس، حتى نرسخ الأنماط السلوكية لديه بالشكل الصحيح، ونشعره بالأمان والحب والانتماء.

أيضاً الشعور بالخوف من أن لا يتم تقبله، يولد أنماطاً عند الطفل، فهناك بعض الأطفال الذين يشعرون بأنهم لا ينتمون وغير مقبولين ممن حولهم، وذلك من خلال نظرات وكلام من حولهم، وإذا لم يشعر الطفل في هذه المرحلة من حياته بالحب والتقبل بل سيطر عليه الخوف من عدم تحقق ذلك، فإن تلك الأصوات والنظرات والمشاعر ستتخزن وتولد أنماطاً أوتوماتيكية غالباً ما تكون سلبية. نحن نعلم أن الطفل في المدرسة يريد أن يشعر بالتقبل والحب والانتماء، ونحن نستعمل ذلك لأن نجعله يقوم بما نريد، ولكن يجب أن نعلم أننا إذا أسأنا التعامل معه في هذه المرحلة التطورية الحساسة، فإن ذلك يؤدي إلى توليد أنماط سلوكية غير مرغوبة تستثار عند شعوره بعدم الحب والتقبل، وتبقى معه في حياته، ويصبح من الصعب كسرها.

إن تصرفات الطلاب الإيجابية تكون نابعة من رغبة الطفل في أن يتم تقبله، والسلبية من خوف الطفل من عدم تقبله. وفي كثير من الأحيان نلجأ إلى الجوائز والمكافآت لإثارة الدافعية، ولكن على الرغم من أننا نولد نوعاً من شعور التقبل، الأمر الذي يزيد من الدافعية الداخلية عند الطفل، فإننا من الممكن أن نوصل هذا الشعور للطفل بدون هذه المحفزات. ويتمثل دورنا في دعم الطلاب للوصول للمرحلة النهائية، وأن يكون محفزه هو احترامه للفرد، وبالتالي يحاول أن يتصرف بطريقة تعكس احترامه للآخرين. للأسف، فإن الطلاب ما زالوا في مرحلة "سأكون لطيفاً معك إذا كنت لطيفاً معي"، فهم يحترمون من يحترمهم فقط، ولم يصلوا إلى مرحلة "سأحترمك بغض النظر عما تفعله".

نتيجة أخرى خطرة من بقاء الأطفال في مرحلة الحاجة إلى التقبل هي أنهم تدريجياً سوف يصبحون أقل اهتماماً بتقبل الناضجين لهم، فالطفل يصبح مراهقاً، وأحياناً يصبح ما يريده هو تقبل الرفقاء والشلة. وعندما تكون الشلة تتعاطى المخدرات أو السرقة، أو الهروب من المدرسة، لا يكون لدى المراهق طريقة أخرى للتفكير سوى الحاجة لأن يتم تقبله، لأن فقدان ذلك يولد له شعوراً سلبياً جداً، لأنه لا يستطيع الخروج من هذه المرحلة.

SHAIMMAA
12-11-2008, 03:30 AM
Reference

< Byron Stock & Associates, (1999). Valleyview. Retrieved from: (http://byronstock.com/whatisei1234.html, 05/11)
< Corrie, C., (2003) Becoming Emotionally Intelligent. Britain, MPG Books LTD, Bodmin. Comwall.Stock, B. (1999). Emotional Intelligence,
< Goleman, D., (1998). Working with emotional intelligence. Bantam Books, New York.
< Scholl, R., (2002). Affective Motivation and Emotional Intelligence. University of Rhode Island.Retrieved from” (http://www.cba.uri.edu/scholl/Notes/...otivation.html 05/11).
< Stock, B. (1999). Emotional Intelligence, Byron Stock & Associates, Valleyview. Retrieved from: (http://byronstock.com/whatisei1234.html, 05/11).



مع تحياتى

MOHAMED2011
06-12-2011, 06:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

MALAK
07-15-2011, 06:33 AM
http://forum.khleeg.com/imgcache/2/91179khleeg.gif

SHAIMMAA
07-16-2011, 10:31 AM
شكرا لكم لمروركم الكريم