SHAIMMAA
05-15-2009, 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أطفالنا والتأديب الإيجابي من خلال الثقة
د. مصطفى أبو سعد
إن أحد أهم العناصر التأديبية للطفل للحصول على الصدق الواضح الصريح هو بناء علاقة متينة مبنية على الثقة بين الأب والأم من جهة و بينهما و بين الطفل من جهة أخرى.
هذه العلاقة لا تنشأ بين عشية وضحاها و إنما تتكون شيئاً فشيئاً من خلال الاتصال بين الوالدين والطفل من بداية التواصل والحوار. و الثقة يبديها الوالد لابنه باستمرار و ليس حين يخطئ و حسب.
ست مزايا للثقة بالطفل:
1- رفع المعنويات: الطفل الذي يشعر بثقة المحيطين به ترتفع معنوياته و يتعلم كيف يكون متميزاً بهمته العالية وحماسه.
2- الثقة بالنفس: وهي إحدى أهم الدعائم التي تبنى عليها شخصية الطفل. الثقة بالنفس تعني ثقة بقدراته و ثقة بأخلاقه و قيمه النابعة من داخل ذاته لا من رقابة المجتمع. و تلك أهم أساسيات التربية الإسلامية التي تبنى عليها قيم ذاتية يؤمن بها الإنسان.
3- العزة: الثقة تولد لدى الطفل شعوراً بعزته وافتخاراً بتربيته وقيم أسرته. وأهمية استشعار العزة بالنسبة للطفل تكمن في كونها أرضية ستجعل من الطفل داعية لمبادئه مدافعاً عنها بكل قوة وعزة وافتخار. و هذا مما يعزّز ثباته على المبادئ و قوة مواقفه ضدّ الاستسلام لإغراءات الفساد والانحراف. العزة تمنح الطفل قوة قول كلمة (لا) لدعاوى الانحراف، و قوة القيادة والتضحية من أجل مبادئه التي يشعر أنها مصدر عزته وقوته.
4- المسؤولية: الثقة مسؤولية يستشعرها الطفل باستمرار و يحافظ عليها. وحرصه عليها يجعله مسؤولاً باستمرار عن هذا الشرف الذي منحه إياه من حوله. إن الطفل الذي يوصيه الوالد قبل سفره بجملة واحدة (ابني أنا أثق فيك وفي تصرفاتك) سيتصرف أحسن بكثير من الطفل الذي توجه إليه مئات من النصائح التحذيرية و التخويفية و التهديدية.
5- الصراحة والصدق: الطفل الذي يشعر بثقة أسرته يتعلم الصدق و يتبنى الصراحة سلوكاً يومياً في حياته. و يتعلم أن الصدق يقربه ممن يحب و لا يبعده، و يتعلم أن الصدق مقبول ومحبوب من الوالدين بخلاف من لا يملك ثقة أسرته فيلجأ باستمرار إلى الكذب و الإخفاء.
6- حسن التعبير ومهارات الاتصال: إن الطفل الذي يتكلم من دون مخاوف و لا رهاب سيتعلم حقاً كيف يعبر عن نفسه و أفكاره و مشاعره، و من خلال ثقة المحيط به و الاستماع الذي يحظى به سيكتسب مهارات الكلام والاتصال.
كيف نبني الثقة بالطفل؟
تتغذى الثقة بين الوالد و الابن من خلال السلوك اليومي للوالد. إن الأب الذي يعد ثمّ يخلف وعده و يوزّع الوعود بمناسبة و غير مناسبة يفقد ثقة ابنه أولاً و لا يملك أن يمنح لابنه الثقة بالأساس.
كما إن محاسبة الطفل باستمرار و إرغامه على سلوكيات معينة تجعله يستجيب بدافع الخوف غالباً لا بدافع الثقة.
- إنّ القصص التي نملكها في تراثنا القديم و الحديث يمكنها أن تسهم في بناء الأسس العقائدية والفكرية لهذه الثقة، مثل قصة أبي بكر رضي الله عنه وتسميته بالصدّيق، و قصة الطفل الذي تعوّد أن يكذب على الرعاة باستغاثته بهم و صياحه (الذئب! الذئب! ) و لما هاجمه الذئب حقاً واستغاث لم يجد أحداً.
- كما إن الاعتزاز بالطفل والافتخار به أمام الناس وباستمرار يقوي لديه هذه الثقة. و يكون وسيلة إيجابية لاندماجه بالمجتمع. إن الطفل الذي يملك ثقة أسرته هو الذي سيبحث عن اكتساب ثقة المجتمع به من خلال السلوك الحسن و المحافظة على القيم و المبادئ الخلقية التي تعلمها في بيته.
ثلاثة عشر عنصراً هاماً نرجو من الوالدين ملاحظتها:
1- نظام الجزاء والعقاب، فإذا أحسن الطفل يجازى وإذا أساء يوعظ.
2- عدم إهمال اللعب مع الأطفال، فإن الانشغال عنهم وعدم اللعب معهم يساعد على تدهور حالتهم النفسية.
3- عدم إظهار الخلافات الزوجية أمام الأطفال فإن ذلك يضعف الثقة بالنفس.
4- عدم تقييد الطفل في تصرفاته و يمكن لنا الاكتفاء بملاحظته و التدخل في الأمور الخطيرة.
5- إذا اقتضت الحاجة إصدار الأوامر فينبغي أن تصدر بلفظ حسن.
6- عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة فهذا يدفعهم إلى الحقد و الحسد فيما بينهم.
7- ذكر القصص الهادفة للطفل و عدم اللجوء إلى القصص المخيفة و الإجرامية.
8- عزل الطفل بقدر المستطاع عن رؤية الوسائل الإعلامية التي تشجع على الجريمة و السرقة و غيرها من الأمور السيئة، و إذا تعذر ذلك فيجب انتقادها أمامه.
9- تعويد الطفل على إتيان المعروف و البعد عن الأشياء المضرة و الخطرة.
10- إشعار الطفل أنه محبوب في بيته.
11- حسن اختيار الأصدقاء.
12- العطف على الحيوان، فإن عدم العطف على الحيوان يؤدي إلى روح العنف مع الآخرين مستقبلاً.
13- الخطأ الكبير هو وضع الطفل طوال الوقت بين يدي الخادمة (المربية)، التي لا تسدي له النصائح الدينية أو الأشياء الحساسة لعمره، و لتعلم الأم أن أبناءها جزء منها فلا تفرط فيهم و لو للحظة.
مع تحياتى
أطفالنا والتأديب الإيجابي من خلال الثقة
د. مصطفى أبو سعد
إن أحد أهم العناصر التأديبية للطفل للحصول على الصدق الواضح الصريح هو بناء علاقة متينة مبنية على الثقة بين الأب والأم من جهة و بينهما و بين الطفل من جهة أخرى.
هذه العلاقة لا تنشأ بين عشية وضحاها و إنما تتكون شيئاً فشيئاً من خلال الاتصال بين الوالدين والطفل من بداية التواصل والحوار. و الثقة يبديها الوالد لابنه باستمرار و ليس حين يخطئ و حسب.
ست مزايا للثقة بالطفل:
1- رفع المعنويات: الطفل الذي يشعر بثقة المحيطين به ترتفع معنوياته و يتعلم كيف يكون متميزاً بهمته العالية وحماسه.
2- الثقة بالنفس: وهي إحدى أهم الدعائم التي تبنى عليها شخصية الطفل. الثقة بالنفس تعني ثقة بقدراته و ثقة بأخلاقه و قيمه النابعة من داخل ذاته لا من رقابة المجتمع. و تلك أهم أساسيات التربية الإسلامية التي تبنى عليها قيم ذاتية يؤمن بها الإنسان.
3- العزة: الثقة تولد لدى الطفل شعوراً بعزته وافتخاراً بتربيته وقيم أسرته. وأهمية استشعار العزة بالنسبة للطفل تكمن في كونها أرضية ستجعل من الطفل داعية لمبادئه مدافعاً عنها بكل قوة وعزة وافتخار. و هذا مما يعزّز ثباته على المبادئ و قوة مواقفه ضدّ الاستسلام لإغراءات الفساد والانحراف. العزة تمنح الطفل قوة قول كلمة (لا) لدعاوى الانحراف، و قوة القيادة والتضحية من أجل مبادئه التي يشعر أنها مصدر عزته وقوته.
4- المسؤولية: الثقة مسؤولية يستشعرها الطفل باستمرار و يحافظ عليها. وحرصه عليها يجعله مسؤولاً باستمرار عن هذا الشرف الذي منحه إياه من حوله. إن الطفل الذي يوصيه الوالد قبل سفره بجملة واحدة (ابني أنا أثق فيك وفي تصرفاتك) سيتصرف أحسن بكثير من الطفل الذي توجه إليه مئات من النصائح التحذيرية و التخويفية و التهديدية.
5- الصراحة والصدق: الطفل الذي يشعر بثقة أسرته يتعلم الصدق و يتبنى الصراحة سلوكاً يومياً في حياته. و يتعلم أن الصدق يقربه ممن يحب و لا يبعده، و يتعلم أن الصدق مقبول ومحبوب من الوالدين بخلاف من لا يملك ثقة أسرته فيلجأ باستمرار إلى الكذب و الإخفاء.
6- حسن التعبير ومهارات الاتصال: إن الطفل الذي يتكلم من دون مخاوف و لا رهاب سيتعلم حقاً كيف يعبر عن نفسه و أفكاره و مشاعره، و من خلال ثقة المحيط به و الاستماع الذي يحظى به سيكتسب مهارات الكلام والاتصال.
كيف نبني الثقة بالطفل؟
تتغذى الثقة بين الوالد و الابن من خلال السلوك اليومي للوالد. إن الأب الذي يعد ثمّ يخلف وعده و يوزّع الوعود بمناسبة و غير مناسبة يفقد ثقة ابنه أولاً و لا يملك أن يمنح لابنه الثقة بالأساس.
كما إن محاسبة الطفل باستمرار و إرغامه على سلوكيات معينة تجعله يستجيب بدافع الخوف غالباً لا بدافع الثقة.
- إنّ القصص التي نملكها في تراثنا القديم و الحديث يمكنها أن تسهم في بناء الأسس العقائدية والفكرية لهذه الثقة، مثل قصة أبي بكر رضي الله عنه وتسميته بالصدّيق، و قصة الطفل الذي تعوّد أن يكذب على الرعاة باستغاثته بهم و صياحه (الذئب! الذئب! ) و لما هاجمه الذئب حقاً واستغاث لم يجد أحداً.
- كما إن الاعتزاز بالطفل والافتخار به أمام الناس وباستمرار يقوي لديه هذه الثقة. و يكون وسيلة إيجابية لاندماجه بالمجتمع. إن الطفل الذي يملك ثقة أسرته هو الذي سيبحث عن اكتساب ثقة المجتمع به من خلال السلوك الحسن و المحافظة على القيم و المبادئ الخلقية التي تعلمها في بيته.
ثلاثة عشر عنصراً هاماً نرجو من الوالدين ملاحظتها:
1- نظام الجزاء والعقاب، فإذا أحسن الطفل يجازى وإذا أساء يوعظ.
2- عدم إهمال اللعب مع الأطفال، فإن الانشغال عنهم وعدم اللعب معهم يساعد على تدهور حالتهم النفسية.
3- عدم إظهار الخلافات الزوجية أمام الأطفال فإن ذلك يضعف الثقة بالنفس.
4- عدم تقييد الطفل في تصرفاته و يمكن لنا الاكتفاء بملاحظته و التدخل في الأمور الخطيرة.
5- إذا اقتضت الحاجة إصدار الأوامر فينبغي أن تصدر بلفظ حسن.
6- عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة فهذا يدفعهم إلى الحقد و الحسد فيما بينهم.
7- ذكر القصص الهادفة للطفل و عدم اللجوء إلى القصص المخيفة و الإجرامية.
8- عزل الطفل بقدر المستطاع عن رؤية الوسائل الإعلامية التي تشجع على الجريمة و السرقة و غيرها من الأمور السيئة، و إذا تعذر ذلك فيجب انتقادها أمامه.
9- تعويد الطفل على إتيان المعروف و البعد عن الأشياء المضرة و الخطرة.
10- إشعار الطفل أنه محبوب في بيته.
11- حسن اختيار الأصدقاء.
12- العطف على الحيوان، فإن عدم العطف على الحيوان يؤدي إلى روح العنف مع الآخرين مستقبلاً.
13- الخطأ الكبير هو وضع الطفل طوال الوقت بين يدي الخادمة (المربية)، التي لا تسدي له النصائح الدينية أو الأشياء الحساسة لعمره، و لتعلم الأم أن أبناءها جزء منها فلا تفرط فيهم و لو للحظة.
مع تحياتى