المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العودة من العمل … بلا إجهاد



SHAIMMAA
03-23-2009, 04:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


العودة من العمل … بلا إجهاد (http://portal.pmecegypt.com/Default.aspx?tabid=103&EntryID=52)

http://www.toptraining.sa/attachment.php?attachmentid=782&stc=1&d=1237813296


إن الإرهاق يحولنا جميعا إلى جبناء نخشى الحركة واقتناص الفرص ونتجنب الدخول في جدل أو نتخيل أن العالم كله يتآمر علينا ليخرجنا من دائرة الراحة والاستجمام والكسل… فعندما تمتلئ أجسامنا وعقولنا بالسموم التى يفرزها الإرهاق نمتنع عن التفكير الفعال في الأفكار الجديدة ونصم آذاننا عن الإنصات لشكوى الآخرين وتتوقف عيوننا عن مشاهدة كل ما يبدو واضحا جليا بل إن الإجهاد وشرود الذهن قد يكون نسبيا في أن يفقد الإنسان حياته وهو يعبر الطريق أو يفقد الصانع أحد أطرافه على أثر الإرهاق المفرط في العمل.



هناك علاقة عكسية بين الإرهاق وبين الإنتاجية فكلما زادت ساعات العمل وزاد على أثر ذلك الإجهاد الجسماني، الذهني، النفسي ) كلما قلت الإنتاجية وزادت الأخطاء…

ويمكننا متابعة ذلك سواء في خطوط الإنتاج أو نوافذ تقديم الخدمة العامة للمواطنين، فهناك حدود منطقية لإنتاجية الفرد إذا ما تجاوزها تبدأ الإنتاجية في الإنخفاض تدريجيا ما لم يتم إيقاف هذا المسلسل أو الحلقة الجهنمية من ( سلسلة الإجهاد ) . إن التوقف عن العمل قبل الوصول إلى مرحلة ( الإنهيار أو التداعي الذهني والنفسي ) قد يحمي المرء من عواقب سلبية عديدة هو في غنى عنها تماما كما يتوقف قائد السيارة قبل الاصطدام بالسيارة التى أمامه بمليمتر واحد.


إنناحين نكون متعبين نميل على الأرجح إلى أن نتواري بعيدا عن المخاطر والفرص السانحة ونلجأ إلى الخلود إلى الراحة أو الاستمرار الشكلي في العمل كالطالب الذي تستقر عينيه على بعض سطور إحدى الكتب التي يطالعها دون أن يقرأ أو يفهم شيئا إنه يفعل ذلك فقط لكي يدرك من حوله أنه يعمل أو كالمستمع الذي توقف عن الاستماع إليك لفرط إحساسه بالإرهاق ولكنه ما زال يومئ إليك برأسه ليؤكد لك أنه ما زال يستمع إليك في حين أنه في عالم آخر خاص به يساعده على ( الاستجمام ) عالم آخر يسمح له بالتخيل والتصور والحلم بعيدا عنك وعن كلماتك.


هذه المشاهدات يمكن أن تتكرر أمامنا في الاجتماعات المطولة، أو جلسات الاستماع الرسمية وغير الرسمية، أو في مدارسنا وجامعاتنا عندما يتوقف الطالب عن الاستماع إلى المدارس بسبب إرهاقه من ناحية وآلية التلقين الممل من ناحية فالإرهاق يمنع القدرة على التحصيل ويمنع كذلك من الوصول إلى معايير الدقة والإتقان ويزيد من ارتكاب الحوادث على الطريق ويرفع من تكلفة كل شئ كل شئ ويكفي أن نعرف أن عدد الحصص الدراسية في اليوم الواحد تصل إلى عشر حصص، وإن فترة الراحة بين كل منها هي خمس دقائق فقط فيكف يتم التحصيل ومتى يأتي التعليم بنتائج منطقية في ظل إغفال ، الحقائق الأولية عن الاستيعاب والتعلم والتذكر.


وفي الوقت الذي نسعى فيه جميعا إلى انتزاع الراحة والاستجمام نجد أن رتم الحياة اصبح سريعا وآليات العمل تدفعنا إلى أن نلهث وراءها، شركات صناعة السيارات تتنافس في تقديم سيارات متناهية السرعة وشبكات الإنترنت صارت تقدم المعلومات المطلوبة في جزء من الثانية وأساليب المعرفة منعت فرصة الاستجمام أو الاستقرار عند نقطة منطقية من التوازن بين العمل الجاد … والاستجمام التام ) بل بدأت تنتشر حولنا مجموعة من الأفكار والعبارات التى تنم عن تناقض فكري واضح ومنطقي ، حتى أصبح التباين والاختلاف أمرا طبيعيا وصرنا نسمع بعض العبارات والأقوال التي تؤكد لنا هذا التناقض مثل : إن كنت تريد أن تتفوق وتزيد من معدل نجاحك، زد من معدل فشلك، ليست العبرة بالإجابة النموذجية على السؤال، ولكن العبرة بالسؤال النموذجي . ولكي نتمكن من النجاح يجب أن نتكيف مع فوضى الإبداع ولكي نبني لابد أن نبدا بالهدم المنظم لأفكارنا القديمة.

وبإختصار فإن :

أفضل ما لدينا اليوم ليس جيدا بما يكفي غدا ..
فكل شئ آخذ في التغير والتسارع من حولنا والتكنولوجيا تمطرنا بوابل من الفرص من أجل إنجاز كل شئ على وجه ( أسرع ) فهل يمكن لنا أن نجاريها دون أن ( نلهث ) وراءها ونشغر بالإجهاد . ليس فقط بسبب الضغوط المفروضة علينا ولكن بسبب أيضا الأغلال النفسية التى تحكمنا كالقلق والتوتر والمشاعر السلبية تجاه الحياة والآخرين.

لقد قال موليير ( يقضي الناس معظم حياتهم قلقين بشأن أشياء لم تحدث أبدا ) .
فعلا فإن معظم مخاوفنا في الماضي من أشياء أو أشخاص لم تحدث، وقلقنا على عزيز لتأخره لم يحجب وصوله وانتظارنا لنتائج الأبناء والقلق عليهم كثيرا لم يكن لها ما يبررها إن المشكلة لا تكمن في المشكلة نفسها ولكن تكمن في اتجاهاتنا إزاءها ( كيف نفكر فيها ، وما هي افتراضاتنا حولها ) افتراضات عديدة تتباين من شخص لآخر مثلما يوجد أفراد يشعون بافتراضاتهم وأقوالهم وأعمالهم عليك طاقة وإبداعا وتفاؤلا يوجد كذلك نماذج أخرى قادرة على استنزاف طاقتك بأن تشعر فور لقائهم بالتشاؤم والاكتئاب أو الإرهاق بمجرد تحدثك إليهم.


عليك أن تتخلص من أغلال الإرهاق التى يحاصرك بها المحيطون من هذا النوع وتتجنبهم وتحطم أغلال سيطرتهم على طاقتك وهم في ذلك يتبعون نفس السلوك مرات ومرات حتى يكاد المستمع أن يشعر بالسموم وهي تسرى داخل جهازه العصبي أو يصاب بالسكتة النفسية ويتعطل مفعول جهاز المناعة لديه فيستجيب إلى هذا النمط السلبي من لصوص الأمل والحياة وما أكثرهم في حياتنا الاجتماعية والعملية يميل هذا الشخص في العادة إلى التعبير عن الشكاوي نفسها مرة بعد مرة، ويثبت في كل مرة أنه الضحية ( ضحية كل شئ : الزمن، الأصدقاء ، الزوجة، الأبناء ، النظم ، الرئيس ، المرؤوس ) أنه يعشق لعب دور الضحية VICTIM يعيد القصة مرات ومرات ويعلو صوته كلما زادت مرات الإعادة ويضيف تفاصيل جديدة مع كل مرة ينتعش وينشط عندما تتاح له فرصة التعبير عن مشاكله ، وكثيرا ما نسمع أنينا في صوته وتنهدات مثقلة بالهم والأسي المصاحبة للقصة.



إننا عندما ننصت لهذا النوع من الافتراضات السلبية عن الناس والنفس معا نكون قد وقعنا في مصيدة ) المنقذ وخصوصا إذا ما حاولنا مد يد المساعدة لهذا النوع المتشائم، شديد الإحساس بالإخفاق إلى حد الإدمان ( ونصبح نحن بذلك الملاذ الذي يلجا إليه في كل مأزق يتعرض إليه . إنهم بذلك يضعون أغلال الإرهاق النفسي في أيدينا ونحن بالإنصات إليهم ندخل معهم دون أن ندري أو نقاوم دائرة الإحباط والتشاؤم التى تتزايد وتتشابك يوما بعد يوم حتى نكتشف بعد فترة قليلة أننا نردد أقوالهم ونتبني موقفهم إن المثال التقليدي لهذا هو ذلك الحوار الذي قد يتم بين شاب ملتحق حديثا بالعمل مفعم بالأمل والتفاؤل وأحد قدامي العاملين من ذلك الطراز الذي أشرنا إليه، حيث يصب الثاني كل تجاربه وخبراته السلبية في رأس هذا الشاب المتحمس المتفائل ويعاود الكرة مرات ومرات في صباح كل يوم من أيام العمل، حتى نكتشف بعد مرور شهور قليلة أن مفردات حوار هذا الشاب باتت هي نفس تلك المفردات التى سئمنا الاستماع إليها من هذا ( الآخر المتشائم ) .


تجنب هذا النوع من البشر، اعتبر يوم عملك منصة إطلاق لطاقتك ، أكسر حلقة الإجهاد المتواصل ، توازن انفعاليا مع نفسك وحقق السلام معها، كن مرنا في استجابتك للضغوط حتى لا تكسر ، واصمد أمام زارعي بذور اليأس والإرهاق والقلق والفشل، حتى تعود من عملك بلا إجهاد ، بلا فشل ، وحتى لا ينجح الإرهاق في أن يحولنا جميعا إلى جبناء…


منقول


مع تحياتى

طيبه
03-28-2009, 06:58 PM
بالفعل الاجهاد يؤثر سلبا على انتاجية الموظف والفرد بشكل عام..

شكرا لك يا شيماء على الموضوع القيم..

أوراق منسية
03-28-2009, 09:40 PM
موضوع رائع أخت شيماء .

تقبلي مروري .

SHAIMMAA
03-29-2009, 03:26 PM
شكرا لك اخت طيبه

SHAIMMAA
03-29-2009, 03:27 PM
شكرا لك اخت أوراق منسية

المستشار
03-29-2009, 05:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخت شيماء موضوع مميز ونصائح مفيدة جدا لتجنب اجهاد العمل

وفقك الله

SHAIMMAA
03-29-2009, 06:58 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لك دكتور

عصام قاسم
03-29-2009, 07:04 PM
الأخت الكريمة شيماء ... جزاك الله خيراً و بارك فيك ... المشكلة أن البعض يظن أن الإجازات السنوية و العطلات الأسبوعية ترف و (دلع ) ... و لا تعتبرونها مدخل لتجديد النشاط الذهن !!! أشكرك على المقال الرائع ... لك مني أجمل تحية

SHAIMMAA
04-01-2009, 08:33 AM
شكرا لك أخ عصام