أوراق منسية
03-19-2009, 11:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختصاصيون في خفة الظل لدى الأطفال يؤكدون على أهميتها في نمو الشخصية
باريس: فابيولا بدوي
من الأشياء التي قد لا يعرفها الكثيرون منا، وجود متخصصين في علم تربية الأطفال اهتمامهم الأساسي هو تنمية مساحة خفة الظل لدى الصغار وتوجيهها الوجهة الصحيحة، بحيث ينمو الصغير على نحو متكامل الأبعاد من الناحية النفسية والسلوكية. حول هذا التخصص وأهميته ودور الأهل في توجيه هذه المساحة داخل الأطفال تقول الدكتورة كاثي أوبان أخصائية علم التربية وخفة الظل لدى الصغار: إن لخفة الظل تأثيراً كبيراً على نمو الطفل، بل وتتحكم إلى حد كبير في تكوين شخصيته، من هنا تأتي أهمية تطوير هذه الجزئية في شخصيته. وللأسف الكثير من الآباء لا يلتفتون إلى هذه الناحية تماما، بل إن هناك بلدانا ومناطق في العالم، طبقا للدراسات، يتصور فيها الأهل أن الضحك والتعامل ببساطة مع الأطفال هو نوع من كسر حاجز الاحترام فيما بينهم أو أن الخشونة هي التي تصنع الرجال، كما في المناطق القبلية، هذا على الرغم من أن الأهل جميعهم على اختلاف جنسياتهم وعاداتهم يحبون خفة ظل الصغير، ويرغبون في أعماقهم أن يظل هكذا دائما، ولكنهم لا يعرفون كيف، خصوصا أن لدى الكبار الآن الكثير من الهموم في ظل تعقيدات الحياة من حولهم.
وتسترسل الدكتورة أوبان قائلة: إن خفة الظل في المراحل العمرية الأولى لدى الأطفال تكون ملحوظة جدا، وغالبا ما تقترن لديهم بالدهشة، مثل أن يختبئ أحد الوالدين ثم يظهر فجأة، الوليد دائم الضحك لدى أي استثارة له أثناء مداعبته، أيضا في مرحلة تعلم الكلام تبدو خفة ظل الصغير واضحة تماما. عند عمر ست سنوات، الصغار يفهمون أنهم بخفة ظلهم قادرون على لفت النظر، وهنا يجب أن تبدأ مرحلة التوجيه، حيث إن أحد سمات خفة الظل هو حديث الطفل بعفوية، وفي أي موضوعات يريد الحديث حوله بصرف النظر عن المكان أو المتواجدين أو إلى أي مدى يتمشى هذا الحديث مع مرحلته العمرية، ولا ينبغي علينا نهر الطفل بشدة خجلا مما يقوله أو تصورا أن هذا هو التوجيه لأنه ما يحدث هو أننا نجبر الطفل على التفكير في كل التفاصيل قبل أن يتحدث وهذا يؤثر على ذهنه ونفسيته بالسلب وليس بالإيجاب، ولكن درجة تجاوبنا بسلاسة مع عفويته هي التي تقوم بتوجيهه. في سن العاشرة يعي الصغير أن خفة ظله هي أحد أسباب تميزه داخل الأسرة وأيضا تساعده على تكوين العديد من الصداقات، من هنا تأتي أهمية ملاحظة سلوكيات الطفل، بمعنى هل خفة الظل هذه فطرية وطبيعية أم مفتعلة ومبالغ فيها من أجل الحفاظ على هذا التميز؟ في الحالة الأولى الأمور جميلة وشخصية الصغير تنمو بشكل طبيعي، في الثانية على الأهل القيام بدور من أجل إبراز جوانب تميز أخرى لدى الصغير تجعله يبتعد من تلقاء نفسه عن هذه المبالغة التي يمكن أن تصل به إلى أن يصبح مثل البهلوان وسط محيطه.
الأطفال الخجولون أيضا يستفيدون من خفة الظل في حمايتهم وإنقاذهم من الكثير من المواقف، ولكن الأمور في هذه الحالة تزداد تعقيدا في تفسيرها حينما يصلون إلى مرحلة الشباب.
أما عن الكيفية التي يمكن أن تنمي مساحة خفة الظل لدى الصغار بعفوية ترى الدكتور كاثي: أن الطفل لا يضحك إلا حينما يشعر بالأمان، وإلا فكيف يستجيب إلى المفاجآت والدهشة من حوله، فمثلا لا يجب الاختباء من الطفل في الطريق أو محال عامة ثم الظهور على اعتبار أن هذا يضحكه، لأن هذا يخيفه في واقع الأمر. نمو الطفل في مناخ يحيطه الكبار بالكثير من التجاوب وبدون توترات ويبعث على الثقة أيضا يساهم في تنمية ملكات خفة الظل. هناك ما يعرف بمثيرات
الضحك لدى الأطفال كالرسوم والكتب والفيديو والأغنيات والذهاب إلى حفلات الألعاب والأماكن التي بها مشاركة في اللعب.
أيضا كي تنمو هذه المساحة لابد أن يكون لدى الصغير في مرحلة عمرية معينة بعض المعارف، بمعنى يجب أن يعرف أن الفاكهة، مثلا، لا تتحدث، لذا يضحك إذا ما ذكرنا له ذلك أو رأى لعبة تتحدث وهي على شكل فاكهة، هذا ما يعرف بمنطق الربط بين الأشياء، هنا تتفجر طاقات الطفل الحيوية والمرحة أمام المفارقات والملاحظات غير المنطقية.
وعن دور الأهل في تنمية هذه الملكات لدى الصغار، تقول الدكتور كاثي أوبان: نعم يوجد للأهل دور ولا يوجد في آن واحد. نعم لأن الأهل هم الضمان للتوجيه واكتساب الصغير ثقته في نفسه وأيضا هم أساس القواعد المنزلية التي يجب مراعاتها، وعليهم أن يفعلوا ذلك دون جمود حتى تأتي الأشياء عفوية وبسيطة. الأهل قادرون على ضبط إيقاع أبنائهم حتى لا يستغلون خفة الظل لتلبية مطالبهم، أو حتى لا يتحولوا مع الوقت إلى التعبيرات أو الدعابات السيئة. لأنهم لا يصنعون طفلا خفيف الظل بل يحسنون منه دون نهره ويقومون على تطوير ملكات موجودة بالفعل، وأيضا لا يقومون بالاستهانة بما يفعله أو يقوله الطفل حتى يغدو كائنا اجتماعيا، وحتى لا يصبح جافا مع الوقت نتيجة هذه الاستهانة أو نهره بطريقة مخجلة.
دمـــتــــم بــــود .
اختصاصيون في خفة الظل لدى الأطفال يؤكدون على أهميتها في نمو الشخصية
باريس: فابيولا بدوي
من الأشياء التي قد لا يعرفها الكثيرون منا، وجود متخصصين في علم تربية الأطفال اهتمامهم الأساسي هو تنمية مساحة خفة الظل لدى الصغار وتوجيهها الوجهة الصحيحة، بحيث ينمو الصغير على نحو متكامل الأبعاد من الناحية النفسية والسلوكية. حول هذا التخصص وأهميته ودور الأهل في توجيه هذه المساحة داخل الأطفال تقول الدكتورة كاثي أوبان أخصائية علم التربية وخفة الظل لدى الصغار: إن لخفة الظل تأثيراً كبيراً على نمو الطفل، بل وتتحكم إلى حد كبير في تكوين شخصيته، من هنا تأتي أهمية تطوير هذه الجزئية في شخصيته. وللأسف الكثير من الآباء لا يلتفتون إلى هذه الناحية تماما، بل إن هناك بلدانا ومناطق في العالم، طبقا للدراسات، يتصور فيها الأهل أن الضحك والتعامل ببساطة مع الأطفال هو نوع من كسر حاجز الاحترام فيما بينهم أو أن الخشونة هي التي تصنع الرجال، كما في المناطق القبلية، هذا على الرغم من أن الأهل جميعهم على اختلاف جنسياتهم وعاداتهم يحبون خفة ظل الصغير، ويرغبون في أعماقهم أن يظل هكذا دائما، ولكنهم لا يعرفون كيف، خصوصا أن لدى الكبار الآن الكثير من الهموم في ظل تعقيدات الحياة من حولهم.
وتسترسل الدكتورة أوبان قائلة: إن خفة الظل في المراحل العمرية الأولى لدى الأطفال تكون ملحوظة جدا، وغالبا ما تقترن لديهم بالدهشة، مثل أن يختبئ أحد الوالدين ثم يظهر فجأة، الوليد دائم الضحك لدى أي استثارة له أثناء مداعبته، أيضا في مرحلة تعلم الكلام تبدو خفة ظل الصغير واضحة تماما. عند عمر ست سنوات، الصغار يفهمون أنهم بخفة ظلهم قادرون على لفت النظر، وهنا يجب أن تبدأ مرحلة التوجيه، حيث إن أحد سمات خفة الظل هو حديث الطفل بعفوية، وفي أي موضوعات يريد الحديث حوله بصرف النظر عن المكان أو المتواجدين أو إلى أي مدى يتمشى هذا الحديث مع مرحلته العمرية، ولا ينبغي علينا نهر الطفل بشدة خجلا مما يقوله أو تصورا أن هذا هو التوجيه لأنه ما يحدث هو أننا نجبر الطفل على التفكير في كل التفاصيل قبل أن يتحدث وهذا يؤثر على ذهنه ونفسيته بالسلب وليس بالإيجاب، ولكن درجة تجاوبنا بسلاسة مع عفويته هي التي تقوم بتوجيهه. في سن العاشرة يعي الصغير أن خفة ظله هي أحد أسباب تميزه داخل الأسرة وأيضا تساعده على تكوين العديد من الصداقات، من هنا تأتي أهمية ملاحظة سلوكيات الطفل، بمعنى هل خفة الظل هذه فطرية وطبيعية أم مفتعلة ومبالغ فيها من أجل الحفاظ على هذا التميز؟ في الحالة الأولى الأمور جميلة وشخصية الصغير تنمو بشكل طبيعي، في الثانية على الأهل القيام بدور من أجل إبراز جوانب تميز أخرى لدى الصغير تجعله يبتعد من تلقاء نفسه عن هذه المبالغة التي يمكن أن تصل به إلى أن يصبح مثل البهلوان وسط محيطه.
الأطفال الخجولون أيضا يستفيدون من خفة الظل في حمايتهم وإنقاذهم من الكثير من المواقف، ولكن الأمور في هذه الحالة تزداد تعقيدا في تفسيرها حينما يصلون إلى مرحلة الشباب.
أما عن الكيفية التي يمكن أن تنمي مساحة خفة الظل لدى الصغار بعفوية ترى الدكتور كاثي: أن الطفل لا يضحك إلا حينما يشعر بالأمان، وإلا فكيف يستجيب إلى المفاجآت والدهشة من حوله، فمثلا لا يجب الاختباء من الطفل في الطريق أو محال عامة ثم الظهور على اعتبار أن هذا يضحكه، لأن هذا يخيفه في واقع الأمر. نمو الطفل في مناخ يحيطه الكبار بالكثير من التجاوب وبدون توترات ويبعث على الثقة أيضا يساهم في تنمية ملكات خفة الظل. هناك ما يعرف بمثيرات
الضحك لدى الأطفال كالرسوم والكتب والفيديو والأغنيات والذهاب إلى حفلات الألعاب والأماكن التي بها مشاركة في اللعب.
أيضا كي تنمو هذه المساحة لابد أن يكون لدى الصغير في مرحلة عمرية معينة بعض المعارف، بمعنى يجب أن يعرف أن الفاكهة، مثلا، لا تتحدث، لذا يضحك إذا ما ذكرنا له ذلك أو رأى لعبة تتحدث وهي على شكل فاكهة، هذا ما يعرف بمنطق الربط بين الأشياء، هنا تتفجر طاقات الطفل الحيوية والمرحة أمام المفارقات والملاحظات غير المنطقية.
وعن دور الأهل في تنمية هذه الملكات لدى الصغار، تقول الدكتور كاثي أوبان: نعم يوجد للأهل دور ولا يوجد في آن واحد. نعم لأن الأهل هم الضمان للتوجيه واكتساب الصغير ثقته في نفسه وأيضا هم أساس القواعد المنزلية التي يجب مراعاتها، وعليهم أن يفعلوا ذلك دون جمود حتى تأتي الأشياء عفوية وبسيطة. الأهل قادرون على ضبط إيقاع أبنائهم حتى لا يستغلون خفة الظل لتلبية مطالبهم، أو حتى لا يتحولوا مع الوقت إلى التعبيرات أو الدعابات السيئة. لأنهم لا يصنعون طفلا خفيف الظل بل يحسنون منه دون نهره ويقومون على تطوير ملكات موجودة بالفعل، وأيضا لا يقومون بالاستهانة بما يفعله أو يقوله الطفل حتى يغدو كائنا اجتماعيا، وحتى لا يصبح جافا مع الوقت نتيجة هذه الاستهانة أو نهره بطريقة مخجلة.
دمـــتــــم بــــود .