المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مساوئ التحفيز السلبي



SHAIMMAA
10-16-2014, 02:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




مساوئ التحفيز السلبي




على الرغم من أن لجيمع أشكال التحفيز وظائفها، إلا أن التحفيز السلبي هو أكثر أشكال التحفيز محدودية، وهو الأمر المثير للدهشة لأن هذا الشكل من أشكال التحفيز هو الأكثر استخداماً من قبل القادة. إن القادة يعتمدون على هذا الشكل التحفيزي السلبي بكثرة بل ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى اعتمادهم عليه فقط دون غيره. وذلك خطأ فادح. صحيح أن النقد أو التهديد بالعقاب قد يكون فعالاً في بعض الأحيان والمواقف، خاصة أن معرفة أحدهم بأنه قد يتعرض للفصل أو تقليل الدرجة الوظيفية قد تلفت انتباهه أو انتباهها، إلا أن الكثير من الأبحاث قد أظهرت أن المحفزين السلبيين يعانون من قصور شديد للغاية خاصة على المدى البعيد.
في الماضي، غالباً ما كان الصوت العالي مقترناً بالشدة والصلابة، أما العند فكان مقترناً بمعرفة أشمل، وبالنسبة للرغبة في المجادلة والنقاش كانت أمراً معادلاً للأمانة والصدق، وعلينا أن نسعد جميعاً بأن هذه الأيام قد ولت، وعليك كقائد أن تحرص على عدم عودة مثل هذه الأيام والمفاهيم مجدداً. سوف نتخذ من رجل يعمل بشركة تأمين، نموذجاً توضيحياً كبيراً لمساوئ التحفيز السلبي التقليدي. كان المنصب الوظيفي الرسمي لهذا الرجل هو مدير المبيعات الإقليمي، ولكن من خلف ظهره كان الموظفين يدعونه بالرئيس صاحب النداءات الكاذبة. كان على مدار أربع مرات في العام، ينظر إلى أرقام المبيعات ربع السنوية ويهدد في الحال بفصل الجميع.
وكان لونه يتحول إلى الأحمر وينفجر غضباً ويضرب سطح مكتبه بيده بمنتهى القوة، ولسوء حظه كان الموظفون يتعاملون مع تهديداته كحركات مسرحية خالصة. بل إنهم كانوا يسخرون من نوبات صراخه وغضبه المتعددة تلك ويقيسونها بمقياس ريختر، ومع مرور السنوات، سئم العديد من ممثلي المبيعات من تلك المسرحيات المأساوية وقرروا ترك العمل بالشركة، وقد كبد هذا الأمر شركة هذا الرجل خسارة الكثير من الموظفين الجيدين، إذا ما كان أسلوبه فعالاً في أي وقت مضى، فإن هذا الوقت ولى منذ زمن طويل وتلك هي المشكلة مع أساليب التحفيز السلبية بصفة عامة.
وإنك إذا اتبعت مثل هذه الأساليب، فسوف تدمر في نهاية الأمر الروح المعنوية للشركة وسوف تخلق جواً من العداء بداخلهان ولكنك على الجانب الآخر إذا لم تتبعها، فسوف يتعلم موظفوك سريعأً عدم الاكتراث، وهكذا فقد تعامل ديل كارنيجي مع هذه المشكلة بوضوح شديد، لقد قال ذات مرة إن هناك سبيلاً واحداً فقط لدفع أي شخص على سطح الأرض للقيام بأي شيئ وهو من خلال ترغيب هذا الشخص في القيام به. وكان السيد كارنيجي قطعاً يشير بذلك إلى الأهمية القصوى للتحفيز الإيجابي، وقد أردف قائلاً: إن في مقدورك إرغام أحدهم على أن يمنحك ساعة من خلال تصويب مسدس إلى صدره وبالمثل يمكنك إرغام موظفيك على التعاون معك على الأقل لفترة قليلة من خلال تهديدك لهم بطردهم، ولكن مثل هذه الأساليب غير المهذبة ستكون لها عواقب وخيمة غير مرغوب فيها.


منقول

مع تحياتى